وقد حكي عن الأوزاعي أنه قيل له: العطاء يقدم لمدة معلومة، فيتنافس القوم فيه ويتجاعلون؟ قال: إذا كانت نية الغازي على الغزو فلا أرى بأسًا، وقد روينا عن النخعي أنه قال: كانوا يكرهون أن يأخذوا الجعائل ولا يرون لإعطائه بأسًا.
قال أبو بكر: ولعل من حجة من كره ذلك، حديث روي عن عبادة بن الصامت لا نحسبه ثابتًا.
٦١٦١ - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا حجاج، حدثنا حماد، حدثنا جبلة بن عطية، عن [يحيى](١) بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن عبادة بن الصامت، أن رسول الله ﷺ قال:"من غزا في سبيل الله وهو لا ينوي في غزاته إلا عقالًا فله ما نوى"(٢).
قال أبو بكر: وقد يجوز أن يحتج في هذا الباب بأصح من ذلك حديث أنس بن مالك.
٦١٦٢ - حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس؛ أن فتى من أسلم أتى النبي ﷺ
(١) في "ر، ض": حي. والمثبت من مصادر التخريج. (٢) أخرجه الإمام أحمد (٥/ ٣١٥)، والنسائي (٣١٣٨، ٣١٣٩)، والبيهقي في "الكبرى" (٦/ ٣٣١)، والحاكم (٩/ ١٠٢) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة به، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. قلت: وإسناده ضعيف وعلته يحيى بن الوليد، فقد انفرد بالرواية عنه جبلة بن عطية، وجهله الذهبي. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وانظر "تهذيب المزي" (٧٥٣٦) وللحديث شواهد يقوى بها، ومنها حديث عمر المشهور "الأعمال بالنيات" وانظر "الفتح" فقد ساق جملة من ذلك عقب الحديث.