رسول الله ﷺ:"تؤمن بالله ورسوله؟ " قال: لا. قال:"فارجع فلن أستعين بمشرك". قال: فرجع، ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة، أدركه الرجل، فقال له كما قال أول مرّة فقال رسول الله ﷺ كما قال أول مرّة، فقال: لا. فقال:"فارجع فلن استعين بمشرك فرجع"، ثم أدركه بالبيداء، فقال له كما قال أول مرّة، "تؤمن بالله ورسوله؟ " قال له: نعم. قال له رسول الله ﷺ:"فانطلق"(١).
٦١٦٥ - حدثنا موسى بن هارون، حدثني إسحاق بن راهويه، أخبرنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن سعد بن المنذر، عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله ﷺ خرج يوم أحد حتى إذا خلف ثنية الوداع - أو كما قال - نظر وراءه فإذا كتيبة خشناء (٢) قال: "من هولاء؟ " قال: هذا عبد الله بن أبيّ بن سلول، ومواليه من اليهود من بني قينقاع، وهم رهط عبد الله بن سلام، فقال:"أوَقَد أسلموا؟ " قال: بل هم على دينهم. قال:"قل لهم فليرجعوا، فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين"(٣).
* * *
(١) أخرجه مسلم (١٨١٧) من طريق ابن وهب، وابن مهدي كلاهما عن مالك به. (٢) أي: كثيرة السلاح خشنته. "النهاية" (٢/ ٣٥). قلت: وعند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني": حسناء. (٣) أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٠٦٨)، والطبراني في "الأوسط" (٥/ ٢٢١)، والبيهقي في "الكبرى" (٩/ ٣٧) كلهم من طريق الفضل بن موسى به. وقال الهيثمي في "المجمع": رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه سعد بن المنذر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات. وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ٦٤) ولم يتكلم عليه، وانظر حاشية المعلق هناك.