وقال الله ﷿: ﴿إلا أن تتقوا منهم تقاة﴾ (١) فأعذر الله ﷿ المكره، وطرح عنه الحرج، فغير جائز أن يلزم من تكلم بالكفر، وقلبه مطمئن بالإيمان، الكفر، بل هو على إيمانه، وقد روينا عن النبي ﷺ خبرين يدلان على سقوط حكم الكفر عن المكره عليه.
٩٦٥٩ - حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس، قال، قال: قال رسول الله ﷺ: "إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه"(٢).
٩٦٦٠ - حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا أبو عقيل، عن عبد الله بن عمر [بن](٣) حفص، عن نافع، عن
(١) آل عمران: ٢٨. (٢) أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٣/ ٩٥) وابن حبان في "صحيحه" (٧٢١٩)، والطبراني في "المعجم الصغير" (٢/ ٥٢)، والدارقطني في "سننه" (٤/ ١٧٠)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٣٥٦)، (١٠/ ٦٠، ٦١) جميعًا من طريق الربيع عن بشر بن بكر به. وهذا الحديث قد اختلف فيه أهل العلم فأنكره الإمام أحمد انظر: "العلل" (١/ ٥٦١)، وأعله أبو حاتم كما في "العلل" (١/ ٤٣١). وقال ابن رجب "جامع العلوم والحكم" (ص ٦٤٢): هذا إسناد صحيح في ظاهر الأمر، ولكن له علة. وقواه بعض أهل العلم فقال العقيلي "الضعفاء" (٤/ ١٤٥): هذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد جيد. وحسن سنده شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى" (١٠/ ٧٦٢)، والنووي كما في "الأربعين"، وصححه الشيخ الألباني كما في "الإرواء" (١/ ١٢٣)، ونقل أبو بكر بن العربي كما في "تفسير القرطبي" (١٠/ ١٦٠)، والشاطبي كما في "الموافقات" (١/ ١٤٩)، الاتفاق على معناه وإن لم يصح سنده. (٣) "بالأصل، ح": عن. وهو تصحيف والتصويب من "سنن الدارقطني" (١/ ٢٤٧) فقد نسبه هناك، وعند ابن عدي لم يذكر حفصًا في سنده.