٩٣٩٤ - وقال محمد بن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال: سمعت زياد بن ضميرة (١) بن سعد السلمي يحدث عروة بن الزبير، قال: سمعت أبي وجدي - وكانا قد شهدا حنينا مع رسول الله ﷺ[قالا](٢): صلى بنا رسول الله ﷺ[الظهر](٣)، ثم جلس إلى ظل شجرة، فقام إليه الأقرع بن حابس، وعيينة بن بدر يطلب بدم الأشجعي - وهو يومئذ سيد قيس - وابن حابس يدفع عن محلم بن جثامة قال: فاختصما بين يدي رسول الله ﷺ، قالا: فسمعنا رسول الله يقول: "تأخذون الدية خمسين في سفرنا وخمسين إذا رجعنا". قال: يقول عيينة بن بدر: والله يا رسول الله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحرارة ما أذاق نسائي. قال: فقال لهم رسول الله ﷺ: "بل تأخذون الدية". قال: فلم يزل بهم حتى قبلوها، فلما قبلوها قالوا (٤): أين صاحبكم يستغفر له رسول الله؟ قال: فقام رجل آدم طوال عليه حلة له قد تهيأ فيها للقتل، حتى جلس بين يدي رسول الله ﷺ. فقال رسول الله:"ما اسمك؟ " قال: أنا محلم بن جثامة. قال: فقال رسول الله: "اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة". قال: فقام من بين يدي رسول الله وهو يتلقى دمعه ببعض ردائه (٥).
(١) في "تهذيب الكمال" (ترجمة ٢٠٤٧): زياد بن سعد بن ضميرة، ويقال: زياد بن ضميرة بن سعد ويقال: زياد بن ضمرة ويقال: زيد بن ضميرة السلمي، ويقال: الأسلمي، حجازي. وانظر لترجمته (٢٢١٠، ٢٩٤٥). (٢) في "الأصل، ح": قال والمثبت من "مسند أحمد". (٣) سقط من "الأصل"، والمثبت من "ح" ومصادر التخريج. (٤) في "الأصل، ح": قال. والمثبت من "مسند أحمد". (٥) أخرجه أبو داود (٤٥٠٣)، وأحمد (٥/ ١١٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" =