وكذلك لو أعتق جارية ثم أراد أن يزوجها، يزوجه السلطان، وليس له أن يعقد بنفسه على نفسه، يحكى هذا القول عن الشافعي ﵀(١).
قال أبو بكر: وبالقول الأول أقول، لأن في هذا المعنى حديث عن النبي ﷺ.
٧٢١٣ - حدثنا يحيى بن محمد قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب وثابت، عن أنس بن مالك، أن رسول الله ﷺ صلى الصبح بغلس ثم ركب .... وذكر الحديث. قال: فصارت صفية لدحية الكلبي، ثم صارت لرسول الله ﷺ، ثم تزوجها وجعل صداقها عتقها (٢). فقال عبد العزيز لثابت بن محمد: أنت سألت [أنسا](٣) ما أمهرها؟ فقال: أمهرها نفسها، فتبسم.
قال أبو بكر: فهذه سنة ثابتة، وقد عقد النبي ﷺ نكاحها عن نفسه، وللناس الاقتداء برسول الله ﷺ في جميع أموره، إلا أن يختص الله ﷿ نبيه بشيء من كتابه، أو يخبر الرسول أن ذلك خاص له.
قال أبو بكر: ويدل حديث جويرية بنت الحارث على مثل ما دل عليه حديث صفية (٤).
٧٢١٤ - حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا يوسف بن بهلول
(١) انظر: "مختصر المزني" (ص ١٦٥)، و "الحاوي" للماوردي (١١/ ١٧٧). (٢) أخرجه البخاري (٩٤٧) من طريق مسدد به. وأخرجه مسلم (١٣٦٥) من طريق عبد العزيز به. (٣) "بالأصل": أنس. والمثبت كما في مصادر التخريج، وهو الجادة. (٤) قال أبو داود بعد ذكره هذا الحديث: "هذا حجة في أن الولي هو يزوج نفسه".