تابع للحق، ثم وليتها بعد أبي بكر سنتين من إمارتي، فعملت فيها ما عمل رسول الله ﷺ، وأبو بكر، وأنتما تزعمان أني فيها ظالم، فاجر، واللّه يعلم أني فيها صادق، تابع للحق، ثم جئتماني (١)، جاءني هذا - يعني العباس - يسألني ميراثه من ابن أخيه، وجاءني هذا - يعني عليًّا - يسألني ميراث لمرأته من أبيها، فقلت لكما إن رسول الله ﷺ قال:"لا نورث، مَا تركنا صدقة"، ثم بدا لي أن أدفعها إليكما، فأخذت عليكما عهد الله وميثاقه، لتعملان فيها بما عمل رسول الله ﷺ فيها، وأبو بكر، وأنا ما وليتها، فقلتما: ادفعها إلينا على ذلك، أتريدان مني قضاءً غير هذا، والذي بإذنه تقوم السموات والأرض، لا أقضي فيها بينكما بقضاء غير هذا، إن كنتما عجزتما عنها [فادفعاها](٢) إليَّ. قال: فغلبه علي عليها، فكانت بيد علي، ثم بيد حسن، ثم بيد حسين، ثم بيد علي بن حسين، ثم بيد حسن [بن](٣) حسين، ثم بيد زيد بن حسن، قال معمر: ثم بيد عبد الله بن حسن، ثم أخذها هؤلاء - يعني بني العباس (٤).
* * *
(١) عند البخاري زيادة: وكلمتكما واحدة وأمركما جميع. (٢) في "الأصل" ر، ض": فادفعها. والمثبت من مصادر التخريج. (٣) سقط من "الأصل". والمثبت من "ر، ض". (٤) رواه البخاري (٦٧٢٨)، ومسلم (١٧٥٧/ ٤٩ - ٥٠) من طريق الزهري به.