- قال: ولا أدري ذكر طلحة أم لا؟ - يستأذنون عليك. قال: ائذن لهم.
قال: ثم مكث ساعة، ثم جاء فقال: هذا العباس وعلي يستأذنان عليك. قال: ائذن لهما، فلما دخل العباس قال: يا أمير المؤمنين أقض بيني وبين هذا، وهما حينئذ يتخاصمان فيما أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير. فقال القوم: أقض بينهما يا أمير المؤمنين وأرح كل واحد منهما من صاحبه، فقد طالت خصومتهما.
فقال عمر: أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السموات والأرض، تعلمون أن (رسول الله)(١)ﷺ قال: "لا نورث ما تركنا صدقة".
قالوا: قد قال ذاك، ثم قال لهما مثل ذلك، فقالا: نعم. فقال: إني سأخبركم عن هذا الفيء، إن اللّه خص نبيه منه بشيء لم يعط غيره، فقال: ﴿وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ﴾ (٢)، فكانت هذِه لرسول الله خاصة، ثم قال: والله ما اختارها دونكم، ولا استأثر بها عليكم، لقد قسمها الله بينكم، وبثها فيكم، حتى بقي منها هذا المال، فكان ينفق على أهله منه سنة - وربما قال: يحبس قوت أهله منه سنة - ثم يجعل ما بقي مجعل مال اللّه، فلما قبض رسول اللّه ﷺ قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله بعده أعمل فيها ما كان يعمل رسول الله ﷺ فيها، ثم أقبل على العباس، فقال: وأنتما تزعمان أنه كان فيها ظالمًا، فاجرًا، والله يعلم أنه فيها صادق، بار،