اللّه: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ﴾ حتى بلغ: ﴿حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ (١)، وكانت حميتهم أنهم لم يقرّوا أنه نبي اللّه، ولم يقروا بسم اللّه الرحمن الرحيم، وحالوا بينه وبين البيت (٢).
٦٢٧٥ - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن عكرمة بن عمار قال: أخبرني أبو زميل سماك الحنفي، أنه سمع ابن عباس يقول: كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب (٣).
قال أبو بكر: وقد تكلم بعض أهل العلم في معاني أحرف من هذا الحديث، من ذلك قوله: في [الغميم](٤): قال: هو ماء بين عسفان وضجنان. وقوله:"قترة الجيش" القترة هو: الغبار، يريد غبرة الجيش، وحكي عن أبي عبيدة أنه قال في قوله: ﴿وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ﴾ (٥) قال: القتر: الغبار.
وقوله:"فألحت"، يريد لزمت مكانها، أو لم تبرح، يقال: ألح الجمل، وخلأت الناقة، وحرن الفرس. والثمد: الماء القليل، وجمعه ثماد، ويقال: ماء ثمود، إذا كثر عليه الناس حتى يفنى، ورجل مثمود، وقد ثمدته النساء: إذا نزفت ماءه لكثرة الجماع.
وقوله:"يتبرضه الناس تبرضًا": أي يأخذونه قليلًا قليلًا، يقال: برضت له برضًا، إذا أعطيته شيئًا يسيرًا.
(١) الفتح: ٢٤ - ٢٦. (٢) رواه البخاري (٢٧٣١، ٢٧٣٢)، وأحمد (٤/ ٣٢٨ - ٣٣١) كلاهما من طريق عبد الرزاق وهو في "مصنفه" (٩٧٢٥). (٣) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (٩٧٢١). (٤) في "الأصل": الغيم. والمثبت من "ر". (٥) يونس: ٢٦.