وقد احتج بعضهم بظاهر حديث علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان عن النبي ﷺ أنه قال:"إنما العين وكاء السَّه، فمن نام فليتوضأ"(١).
٣٦ - حدثنا علي بن الحسن، نا إسحاق، نا بقية بن الوليد، نا الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن علي بن أبي طالب، عن النبي ﷺ قال:"إنما العين وكاء السَّه، فمن نام فليتوضأ"(٢).
قال: حدثنا علي، عن أبي عبيد قوله:"السه" يعني حلقة الدبر، و"الوكاء" أصله الخيط، أو السير الذي يشد به رأس القربة، فجعل
(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (٤/ ٩٧)، والدارمي (٧٢٢)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٩/ ٣٧٢ رقم ٨٧٥)، والدارقطني في "سننه" (١/ ١٦٠)، والبيهقي في "سننه الكبرى" (١/ ١١٨) من حديث معاوية، وذكر الزيلعي في "نصب الراية" (١/ ٤٦) أنه أُعلَّ بوجهين: أحدهما: الكلام في أبي بكر بن أبي مريم، قال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس بالقوي. والثاني: أنه روي موقوفًا. وسئل أبو حاتم عن حديث علي ومعاوية، فقال: ليسا بقويين. "العلل" (١٠٦)، وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" (٢/ ٧٦) وهما ضعيفان لا حجة فيهما من جهة النقل. وانظر: "البدر المنير" (٢/ ٤٢٥ - ٤٣٢). (٢) أخرجه أبو داود (٢٠٥)، وابن ماجه (٤٧٧)، وأحمد في "مسنده" (١/ ١١١)، والبيهقي في "سننه الكبرى" (١/ ١١٨) من طريق بقية به، وذكر الزيلعي في "نصب الراية" (١/ ٤٥) أنه أُعلَّ بوجهين: أحدهما: أن بقية والوضين فيهما مقال، والثاني: الانقطاع. وقال أبو زرعة في "العلل" (١٠٦)، و"المراسيل" (٤٤٦): ابن عائذ عن علي مرسل. وقال عبد الحق في "الأحكام الوسطى" (١/ ١٤٦): هذا الحديث ليس بمتصل. وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٨) ليس بمتصل. وقال البيهقي في "الخلاقيات" (٢/ ١٣٢): قال أحمد - فيما بلغنا عنه - حديث علي الذي يرويه الوضين بن عطاء أثبت من حديث معاوية في هذا الباب، وانظر: "البدر المنير" (٢/ ٤٢٥ - ٤٣٢).