وقال عبد الله بن جعفر في جنازة طلعت عليه، فأقبل علينا (١) يتعجب من إبطاء مشيهم، فقال: عجبًا لما تغير من حال الناس، والله إن كان إلا الجمز (٢)، وإن كان الرجل ليُلاحي الرجل فيقول: يا عبد الله! اتق الله، فوالله لكأنه قد (٣) جمز بك.
وقال أبو سعيد الخدري: ما من جنازة إلا وهي تناشد حملتها - إن كان مؤمنًا الله عنه راض - تقول: أنشدكم بالله [لما أسرعتم بي وإن كان كافرًا، الله عليه ساخط يقول أنشدكم بالله](٤) لما رجعتم.
٣٠٠٧ - حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا سعيد، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: ثنا أيوب، عن نافع، عن أبي هريرة قال: أسرعوا بجنائزكم؟ فإن كان خيرًا عجلتموه إليه، وإن كان شرًا ألقيتموه عن عواتقكم - قال أيوب: أو قال: عن ظهوركم (٥).
٣٠٠٨ - حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أبو بكر، قال: ثنا إسماعيل ابن علية، عن سلمة بن علقمة، عن الحسن قال: أوصى عمران بن حصين: إذا أنا مت فخرجتم بي فأسرعوا، ولا تهودوا (٦) كما تهود
(١) الراوي عن عبد الله بن جعفر هو أبو الزناد كما في "المستدرك" (١/ ٥٠٧). (٢) قال في "اللسان" مادة: جمز: " .. وهو عدو دون الحُضْر الشديد وفوق العَنَق". (٣) في "الأصل": "لقد"، والتصويب من "المستدرك". (٤) سقط من "الأصل" وسيأتي الأثر بعد قليل إن شاء الله تعالى. (٥) أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ٢٠٩ - باب: جامع الجنائز) عن نافع، به نحوه، موقوفًا. وأخرجه أحمد في "المسند" (٢/ ٤٨٨) عن إسماعيل، به، مرفوعًا بمثل لفظ ابن المنذر. وانظر: "مسند أحمد" (٢/ ٢٤٠)، و"التمهيد" (١٦/ ٣١). (٦) قال في "النهاية" (٥/ ٢٨٠): "هو المشي الرويد المتأني مثل الدبيب ونحوه من الهوادة".