عبد الله عن صلاة رسول الله ﷺ، فذكر العشاء قال: كان إذا كثر الناس عجل وإذا قلوا أخر (١).
وقال: عن الأخبار التي رويت عن رسول الله ﷺ في تأخيره العشاء دالة على أنه إنما فعل ذلك ليلة واحدة لعارض عرض له شغله ذلك [عنها](٢) فأخر العشاء في تلك الليلة، وذكر أخبارًا تدل على ما قال، فمنها حديث ابن عمر.
١٠٣٢ - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: حدثني نافع، قال: حدثني عبد الله بن عمر أن نبي الله ﷺ شغل عنها ليلة فأخرها حتى رقدنا، ثم استيقظنا، ثم رقدنا، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا فقال:"ليس أحد من أهل الأرض ينتظر الليلة هذِه الصلاة غيركم"(٣).
قال: والدليل على أن هذا هكذا: ترغيب عمر في تعجيل العشاء الآخرة، وكتابه إلى أمراء الأمصار بذلك وقد كان [حاضرًا](٤) الليلة التي أخر النبي ﷺ فيها، فلولا أن [تأويلًا](٥) كان عنده كذلك ما خالفه، والدليل على حضوره الليلة التي أخر النبي ﷺ الصلاة فيها، أن في حديث الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال عمر: نام النساء والصبيان.
(١) أخرجه البخاري (٥٦٥) عن مسلم بن إبراهيم به، ومسلم (٦٤٦) من طريق غندر عن شعبة بأطول مما هنا. (٢) "بالأصل": عن. ولا يستقيم السياق بها والمثبت هو الأقرب. (٣) أخرجه عبد الرزاق (٢١١٥)، ومن طريقه البخاري (٥٧٠)، ومسلم (٦٣٩). (٤) "بالأصل": حاضر. والجادة ما أثبتناه. (٥) "بالأصل": تأويل. والجادة ما أثبتناه.