قال أبو بكر: وقال غيره: هو من قولهم: قحط المطر إذا انقطع أو قل، وقوله: الماء من الماء: أي: أن الغسل من المني، وقوله أكسل: هو أن يجامع فيدركه فتور ولا ينزل.
وقد اختلف أصحاب النبي ﵇ ومن بعدهم في هذا الباب، فممن روي عنه أنه قال: لا غسل عليه، أو قال: الماء من الماء: علي، وابن مسعود، وأبو سعيد، وابن عباس، وأُبيّ، وسعد بن أبي وقاص، ورافع بن خديج، وأبو أيوب، وقال زيد بن خالد: سألت خمسة من المهاجرين فكلهم قال: الماء من الماء، وروي ذلك عن عروة.
٥٦٣ - حدثنا يحيى، نا مسدد (١)، نا يحيى، عن شعبة، حدثني منصور، عن هلال بن إساف، عن خرشة بن حبيب، عن علي، أن رجلًا قال له: الرجل يأتي أهله فلا ينزل؟ قال: ليس عليه غسل (٢).
٥٦٤ - حدثنا يحيى، ثنا مسدد (٣)، نا يحيى بن سفيان وشعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: سمعت ابن مسعود يقول: الماء من الماء (٤).
(١) انظر "المطالب العالية" (١/ ١١٤ رقم ١٩٦)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (١/ ٣٧٢ رقم ٦٥٤). (٢) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١/ ١١٢ - من كان يقول الماء من الماء)، والبخاري في "تاريخه" (٣/ ٢١٤ رقم ٧٢٧) من طريق شعبة به. قال البوصيري في "إتحافه": هذا إسناد ضعيف لجهالة خرشة. (٣) انظر: "المطالب العالية" (١/ ١١٥ رقم ١٩٨)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (١/ ٣٧٢ رقم ٦٥٥). (٤) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١/ ١١٢ - من كان يقول الماء من الماء)، وسعيد بن منصور كما في "المحلى" (٨/ ٤٨٧، ٤٩٤) من طريق أبي معاوية. قال البوصيري في "إتحافه": هذا إسناد رجاله ثقات.