ابن المحبر وعبد الله رجاء، قالا: حدثنا عكرمة بن عمار، عن [سماك](١) الحنفي، قال: حدثني مالك بن مرثد، عن أبيه مرثد، قال: قلت: يا أبا ذر، هل سألت النبي ﷺ عن ليلة القدر؟ قال: نعم. قال: قلت يا رسول، أخبرنا عن ليلة القدر في رمضان هي أم في غيره؟ قال:"بل هي في رمضان". قلت: يا نبي الله، أخبرني أتكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء ورفعوا رفعت معهم أم هي إلى يوم القيامة؟ (٢) يا رسول الله في أي رمضان هي؟ قال:"التمسوها في العشر الأول أو في العشر الأواخر". قال: ثم حدث نبي الله ﵇ وحدث فاهتبلت غفلته فقلت: يا رسول الله، أخبرني في أي العشرين هي؟ قال:"التمسوها في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها". قال: ثم حدث وحدث فاهتبلت غفلته فقلت: يا رسول الله، أقسمت عليك في أي العشر؟ قال: فغضب غضبا ما غضب علي من قبل ولا بعد، ثم قال:"إن الله لو شاء أطلعكم عليها فالتمسوها في السبع الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها"(٣).
(١) في "الأصل": حمال. والمثبت من "م" والمصادر، وهو سماك بن الوليد الحنفي، أبو زميل اليمامي، روى له البخاري في الأدب، وأصحاب السنن الأربعة، وانظر: "التهذيب" للمزي (٢٥٨٣). (٢) ما بين معقوفين ليس بالأصل، وأثبتناه من "الكبرى" للبيهقي، والسياق يقتضيها. (٣) أخرجه أحمد (٥/ ١٧١) والنسائي في "الكبرى" (٣٤٢٧) كلهم من طريق عكرمة بن عمار به، وابن خزيمة في "صحيحه" (٢١٧٠)، والحاكم في "المستدرك" (١/ ٤٣٧)، والبيهقي في "الكبرى" (٤/ ٣٠٧).