وبين امرأته وكانت حبلى فقال زوجها: والله (١) ما قربتها منذ عفرنا - والعفر سقي النخل بعد أن يترك من السقي بعد الإبار (٢) شهرين - فقال رسول الله ﷺ:"اللهم بين". وزعموا أن زوج المرأة كان حمش الذراعين والساقين (٣)، أصهب (٤) الشعرة، وكان الذي رميت به ابن السحماء قال: فجاءت بغلام أسود أجلى (٥) جعد (٦) قطط (٧) عبل (٨) الذراعين خدلج الساقين (٩)(١٠).
قال أبو بكر: في هذا الحديث تفسير العفار، وقال بعض أهل اللغة: منذ [عفار النخل](١١) يريد تلقيحها، وأهل المدينة يقولون: كنا في العفار إذا كانوا في إصلاح النخل وتلقيحها، يقال: عفرت النخل وأبرتها تأبيرا.
(١) زاد "بالأصل": أعلم. ولعله سبق قلم. (٢) الإبار: هو التلقيح، انظر: "النهاية" (١/ ١٣). (٣) أي: دقيقهما. (٤) الأصهب: الذي يعلو لونه صهبة، وهي كالشقرة "النهاية" (٣/ ٦٢). (٥) الأجلى: الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته "النهاية" (١/ ٢٩٠). (٦) المعنى هنا: جعد الشعر، وهو ضد السبوطة؛ أي: ليس مسترسلًا كشعور الأعاجم، وانظر: "النهاية" (١/ ٢٧٥). (٧) هو شديد الجعودة. (٨) أي ضخمًا. انظر: "النهاية" (٣/ ١٧٤). (٩) أي: ممتلئ الساقين. (١٠) أخرجه أحمد (٣٣٥١)، والطبراني في "الكبير" (١٠/ ٢٩٤ رقم ١٠٧١٠)، والبيهقي (٧/ ٤٠٧) من طريق أبي الزناد به. وقد أخرجه البخاري (٥٣١٠)، ومسلم (١٤٩٧/ ١٢) بنحوه من طريق القاسم بنحوه. (١١) في "الأصل": عفار والنخل. والمثبت من المراجع اللغوية.