وحكى البويطي، عن الشافعي ﵀ أنه قال: الكفؤ هو الدين، وقال: أصل الكفاءة يستنبط من حديث بريرة، صار زوجها غير كفؤ لها فخيرها رسول الله ﷺ(١)، وقد كان قال بالعراق: وأحب إلي - يعني من النساء - ذات الدين والعقل، فإن أهل العقل من كل صنف أقربهم من الدوام على الخير، والانتقال عن الشر.
وحكي عن عبيد الله بن الحسن أنه قال: الكفؤ في المواضع والدين والملأ. وقد احتج بعض من يميل إلى هذا القول بأحاديث، منها:
٧١٣٨ - ما حدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا المقدمي قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال:"تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك "(٢).
وحدثني علي، عن أبي عبيد قال: فأما قوله: "تربت يداك " فإن أصله أن يقال للرجل إذا قل ماله: قد ترب، أي: افتقر حتى لصق بالتراب، وقال الله ﷿ ﴿أو مسكينا ذا متربة﴾ (٣) فيرون - والله أعلم - أن النبي ﷺ لم يتعمد الدعاء بالفقر عليه، ولكن هذه كلمة جارية على ألسنة العرب، يقولونها وهم لا يريدون وقوع الأمر، كقوله لصفية (٤): "عقرى حلقى "(٥). فأصل هذا معناه: عقرها الله وحلقها - يعني عقر جسدها وحلقها - أي أصابها الله بوجع في حلقها.
(١) نقله البيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ١٣٢) وفي "معرفة السنن والآثار" (١٠/ ٦٤). (٢) تقدم تخريجه رقم (٧١١٦). (٣) البلد: ١٦. (٤) أخرجه مسلم (١٢١١/ ١٢٨)، وأحمد (٦/ ٨٥). (٥) ذكر بعض أهل اللغة أن الصواب فيها (عقرًا حلقًا). قال أبو عبيد: إنما هو عندي =