ذي القربى في بني هاشم وبني المطلب، وترك بني نوفل وبني عبد شمس، فانطلقت أنا وعثمان بن عفان حتى أتينا النبي ﷺ فقلنا: يا رسول الله هؤلاء بنو هاشم لا ينكر فضلهم للموضع الذي وضعك الله به منهم، فما بال إخواننا بني المطلب أعطيتهم وتركتنا، وقرابتنا واحدة؟ فقال رسول الله ﷺ:"أنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام، إنما نحن وهم شيء واحد، وشبك بين أصابعه "(١).
وقال أحمد (٢): قال النبي ﷺ: "لا تحل الصدقة لي، ولا لأهل بيتي "(٣) فجعل سهم ذوي القربى لهم عوضا من الصدقة التي حرمت عليهم، فكان ذوي القربى الذين سماهم النبي ﷺ إلى أهل بيته هم بنو هاشم خاصة هم الذين يلقون النبي ﷺ إلى ثلاثة آباء، وأعطى بني المطلب بالحلف لقوله:"حليف القوم منهم "(٤) وكان بنو عبد مناف أربعة: عبد شمس وهو جد عثمان، ونوفل وهو جد جبير بن مطعم، والمطلب وهاشم فكلهم بنو عبد مناف يلقون النبي ﷺ إلى أربعة آباء فلم يدخلوا في أهل بيته الذين حرم الصدقة عليهم.
قال أبو بكر: وقد ذكرنا حديث جبير بن مطعم، وأما حديث زيد بن أرقم:
(١) أخرج أبو داود (٢٩٧٣) من طريق مسدد به، وأخرجه البخاري بنحوه (٣١٤٠) من طريق عقيل عن الزهري به. (٢) انظر "المغني" (٨/ ٥٣٣ - مسألة: وإن قال لأهل بيتي). (٣) أخرجه أحمد (٤/ ١٨٦). (٤) أخرجه أحمد (٤/ ٣٤٠) من حديث رفاع بن رافع. وأخرجه الدارمي (٢٥٢٨) من حديث عمرو بن عوف المازني.