ليس أحد أحق به من أحد، وقد روينا عن ابن سابط أنه قال في هذه الآية قال: العاكف هو المقيم، والبادي: هو الذي يجيء من الحاج، والمعتمرين هم في المنازل سواء، ينزلون فيها حيث شاءوا، غير أن لا يخرج أحدا من بيته، وقد روينا عن مجاهد، وإبراهيم النخعي أنهما قالا: أهل مكة وغيرهم في المنازل سواء (١).
قال أبو بكر: وقد أباحت طائفة من أهل العلم بيع رباع مكة وكراء منازلها فممن أباح كراء مساكنها: طاوس، وعمرو بن دينار. قال عمرو: كيف يكون به بأس، والربع يباع فيؤكل منه، وقد ابتاع عمر بن الخطاب دار السجن بأربعة آلاف؟! وهذا على مذهب الشافعي (٢). قال: وفي قوله "وهل ترك لنا عقيل منزلا " دليل على أنه ملك لا يورث إلا ما كان الميت مالكا له.
٦٣٣٠ - حدثنا محمد بن الصباح، ثنا عبد الرزاق (٣) قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول الله أين تنزل غدا؟ قال:"وهل ترك لنا عقيل بن أبي طالب منزلا "(٤).
٦٣٣١ - حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد قال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني علي بن
(١) انظر "جامع البيان" (١٧/ ١٣٧). (٢) "الوسيط للغزالي" (٧/ ٤٢). (٣) هو في "مصنفه" (٩٨٥١)، وجمع فيه مع معمر الأوزاعي كلاهما عن الزهري. (٤) رواه البخاري (٣٠٥٨)، ومسلم (١٣٥١/ ٤٤٠) من طرق عن عبد الرزاق به.