ويدور، فأتبع فاه هاهنا وهاهنا، وإصبعاه في أذنيه. قال: ورسول الله ﷺ في قبة له حمراء (١).
وقد اختلف أهل العلم في استدارة المؤذن في الأذان؛ فرخصت طائفة فيه، فممن رخص فيه الحسن البصري كان يقول:(إذا أراد أن يقول)(٢): حي على الصلاة دار، وإذا أراد أن يقول: الله أكبر استقبل القبلة، وقال النخعي: إذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح لوى عنقه يمينًا وشمالًا ولا يحرك قدميه، وقال سفيان الثوري: يثبت قدميه مكانهما إذا أذن ثم ينحرف عن يمينه وعن شماله بحي على الصلاة حي على الفلاح، ثم يستقبل القبلة بالإقامة والتكبير، وكذلك قال النعمان (٣) وصاحباه.
وقال الأوزاعي: يستقبل القبلة فإذا قال: حي على الصلاة استدار إن شاء عن يمينه فيقول: حي على الصلاة مرتين ثم يستدير عن يساره كذلك، فإذا فرغ استقبل القبلة فقال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.
وقال الشافعي: ويؤذن قائمًا يستقبل القبلة في أذانه كله، ويلوي رأسه [في](٤) حي على الصلاة حي على الفلاح يمينًا وشمالًا، وبدنه مستقبل القبلة، وبه قال أبو ثور.
(١) أخرجه عبد الرزاق (١٨٠٦) مطولًا. ومن طريقه أحمد (٤/ ٣٠٨) والترمذي (١٩٧). وأصله عند البخاري (٦٣٤)، ومسلم (٥٠٣) وليس فيه الاستدارة ولا وضع الأصبع في الأذن. (٢) في "د": إذا قال. (٣) "الجامع الصغير" (ص ٨٣ - باب الأذان). (٤) من "د".