للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال; لأنه يكره وضع شيء مسته النار في القبر ومثله يجري في إسناد ظهره ورفع رأسه وبناء لحده أو نحوه واعلم أن عبارة الأصل وغيره ينصب اللبن على فتح اللحد وتسد الفرج بقطع اللبن مع الطين أو بالإذخر ونحوه "ثم" بعد ذلك "يحثي" ندبا "كل من دنا" (١) عبارة الشافعي في الأم من على شفير القبر "ثلاث حثيات" من ترابه بيديه جميعا وليكن قبل رأسه وذلك للاتباع رواه ابن ماجه بإسناد جيد كما قاله البيهقي ولما فيه من المشاركة في هذا الفرض يقال حثى يحثي حثيا وحثيات وحتى يحثو حثوا وحثوات والأول أفصح "ويقول ندبا في الأولى ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ﴾ وفي الثانية ﴿وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ﴾ وفي الثالثة ﴿وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾ " رواه الإمام أحمد (٢) قال المحب الطبري ويستحب أيضا أن يقول في الأولى اللهم لقنه عند المسألة حجته وفي الثانية اللهم افتح أبواب السماء لروحه وفي الثالثة اللهم جاف الأرض عن جنبيه "ثم يدفن بالمساحي" إسراعا بتكميل الدفن، وإنما كان ذلك بعد الحثي; لأنه أبعد عن وقوع اللبنات وعن تأذي الحاضرين بالغبار والمساحي بفتح الميم جمع مسحاة بكسرها; لأنها آلة يمسح بها الأرض ولا تكون إلا من حديد بخلاف المجرفة قاله الجوهري والمراد هنا هي أو ما في معناها

"فرع المستحب أن لا يزاد القبر على ترابه" الذي خرج منه لئلا يعظم شخصه "وأن يرفع قدر شبر" تقريبا ليعرف فيزار ويحترم كقبره كما رواه ابن حبان في صحيحه فإن لم يرتفع ترابه شبرا فالأوجه أن يزاد (٣) قال الأذرعي: وقد تدعو الحاجة إلى الزيادة كأن سفته الريح قبل إتمام حفره أو كانت الأرض قليلة التراب لكثرة الحجارة "وتسطيحه أفضل من تسنيمه" كقبره وقبر صاحبيه فإنها كانت كذلك روى أبو داود بإسناد صحيح أن القاسم بن محمد قال دخلت على عائشة فقلت لها اكشفي لي عن قبر النبي وصاحبيه فكشفت


(١) "قوله كل من دنا إلخ" قال في الكفاية: يستحب ذلك لمن حضر الدفن، وهذا يشمل البعيد والقريب وقوله لمن حضر أشار إلى تصحيحه.
(٢) رواه أحمد في مسنده، "٥/ ٢٥٤" حديث "٢٢٢٤١".
(٣) "قوله فالأوجه أنه يزاد" أشار إلى تصحيحه.