"وهو في المقبرة أفضل" منه في غيرها للاتباع ولنيل دعاء الطارقين وفي أفضل مقبرة بالبلد أولى، وإنما دفن ﷺ في بيته لاختلاف الصحابة في مدفنه; ولأنهم خافوا من دفنه في بعض المقابر التنازع فيه فتطلب كل قبيلة دفنه عندهم; ولأن من خواص الأنبياء أنهم يدفنون حيث يموتون واستثنى الأذرعي (١) وغيره أيضا الشهيد فيستحب دفنه حيث قتل لخبر فيه; ولأن مضجعه يشهد له; ولأن بعضه، وهو ما سال من دمه قد صار فيه قال ولو كانت المقبرة مغصوبة أو سبلها ظالم اشتراها بمال خبيث أو نحوهما أو كان أهلها أهل بدعة أو فسق أو كانت تربتها فاسدة لملوحة أو نحوها أو كان نقل الميت إليها يؤدي لانفجاره فالأفضل اجتنابها قلت بل يجب في بعض ذلك، وفي فتاوى القفال أن الدفن في البيت مكروه قال الأذرعي: إلا أن تدعو إليه
(١) "قوله: واستثنى الأذرعي وغيره" أشار إلى تصحيحه.