هو، والنفل، والسنة، والمندوب، والمستحب، والمرغب فيه، والحسن بمعنى، وهو ما رجح الشرع فعله على تركه وجاز تركه وقال القاضي وغيره: غير الفرض ثلاثة: تطوع، وهو ما لم يرد فيه نقل بخصوصه بل ينشئه الإنسان ابتداء، وسنة، وهي ما واظب عليه النبي ﷺ ومستحب، وهو ما فعله أحيانا، أو أمر به ولم يفعله ولم يتعرضوا للبقية; لعمومها للثلاثة مع أنه لا خلاف في المعنى فإن بعض المسنونات آكد من بعض قطعا، وإنما الخلاف في الاسم "أفضل عبادات البدن" بعد الإسلام "الصلاة"(١) لخبر الصحيحين أي الأعمال أفضل (٢) فقال: "الصلاة لوقتها"(٣)(٤) وقيل الصوم لخبر الصحيحين "قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"(٥)(٦) وقيل إن كان بمكة،
(١) "قوله: أفضل عبادات البدن الصلاة" خرج بعبادات البدن عبادات القلب كالإيمان، والمعرفة، والتفكر، والتوكل، والصبر، والرضا، والخوف، والرجاء ومحبة الله ومحبة رسوله، والتوبة، والتطهير من الرذائل. وأفضلها الإيمان ولا يكون إلا واجبا، وقد يكون تطوعا بالتجديد. (٢) "قوله: لخبر الصحيحين أي الأعمال أفضل إلخ" ولقوله ﷺ: "استقيموا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة" رواه أبو داود; ولأنها تلو الإيمان وأشبه به لاشتمالها على نطق وعمل واعتقاد، وسماها الله تعالى إيمانا فقال: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾ أي صلاتكم إلى بيت المقدس. (٣) البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب تصلي الصلاة لوقتها، حديث ٥٢٧، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال. (٤) "قوله: فقال الصلاة لوقتها"; لأنها تلو الإيمان الذي هو أفضل القرب، وأشبه به لاشتمالها على نطق باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان. (٥) البخاري، كتاب الصوم، باب هل يقول إني صائم إذا شتم، حديث ١٩٠٤ ومسلم، كتاب الصيام، باب فضل الصيام، حديث ١١٥١. (٦) "قوله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"; لأنه لم يتقرب إلى أحد بالجوع، والعطش إلا الله تعالى فحسنت هذه الإضافة للاختصاص; ولأن خلو الجوف من الطعام، والشراب يرجع إلى الصمدية; لأن الصمد هو الذي لا جوف له على أحد التأويلات، والصمدية صفة الله تعالى فحسنت الإضافة لاختصاص الصوم بصفة الله تعالى; ولأنه مظنة الإخلاص لخفائه دون سائر العبادات فإنها أعمال ظاهرة يطلع عليها فيكون الرياء فيها أغلب فحسنت الإضافة للشرف الذي حصل للصوم.