للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الأيمان]

جمع يمين والأصل فيها قبل الإجماع آيات كقوله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٥] الآية وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً﴾ [آل عمران: ٧٧] وأخبار منها: "أنه كان يحلف "لا ومقلب القلوب" رواه البخاري (١) وقوله: "والله لأغزون قريشا ثلاث مرات ثم قال في الثالثة إن شاء الله" رواه أبو داود (٢) واليمين والحلف والإيلاء والقسم ألفاظ مترادفة

"هي" لغة اليد اليمنى وأطلقت على الحلف; لأنهم كانوا إذا تحالفوا أخذ كل بيمين صاحبه وقيل; لأنها تحفظ الشيء على الحالف كما تحفظه اليد واصطلاحا "تحقيق" أمر "غير ثابت (٣) " ماضيا كان أو مستقبلا نفيا أو إثباتا ممكنا كحلفه ليدخلن الدار أو ممتنعا (٤) كحلفه ليقتلن الميت أو ليقتلن زيدا صادقة كانت اليمين أو كاذبة مع العلم بالحال أو مع الجهل به وخرج بالتحقيق لغو اليمين فليست يمينا وسيأتي وبغير ثابت الثابت كقوله والله لأموتن أو لا أصعد السماء فكذلك لتحققه في نفسه فلا معنى لتحققه; ولأنه لا يتصور فيه الحنث (٥)

وفارق انعقادها فيما لا يتصور فيه البر كحلفه ليقتلن الميت أو ليصعدن السماء بأن امتناع الحنث لا يخل بتعظيم اسم الله وامتناع البر يخل به فيحوج إلى التكفير وعبارة الأصل اليمين تحقيق الأمر أو توكيده "باسم الله أو صفة من صفاته" قال الرافعي: لكن يشبه أن يقال ذكر اسم الله أو صفته لا يدخل في حقيقة اليمين


(١) رواه البخاري، كتاب القدر، باب يحول بين المرء وقلبه، حديث "٦٦١٧"
(٢) صحيح: رواه أبو داود"٣/ ٢٣١" كتاب الأيمان والنذور، باب الاستثناء في اليمين حديث "٣٢٨٥" وقد انفرد به أبو داود، وعن عكرمة مرفوعا.
(٣) "قوله غير ثابت" أي عقلا أو شرعا
(٤) "قوله أو ممتنعا" أي إثباتا لا نفيا "تنبيه" الحالف هنا مكلف مختار قاصد ناطق قال شيخنا: أو أخرس بإشارة كما مر في اللعان
(٥) "قوله: ولأنه لا يتصور فيه الحنث" فالمراد بالثابت ما هو واقع لا محالة.