اعْتَنَتَا واشتهرتا بنقل مذهب الإمام الشافعي ﵀. وسُمُّوا بالعراقيين؛ لأنهم سكنوا بغداد وما حواليها.
وقد كانت هذه الطريقة بزعامة الشيخ أبي حامد الإسفرائيني المتوفى سنة (٦٠٤) هـ، يقول الإمام النووي:«اعلم أنّ مَدَارَ كُتُبِ أصحابنا العراقيين - أو جماهيرهم، مع جماعات من الخراسانيين - على تعليق الشيخ أبي حامد الإسفرائيني، وهو في نحو خمسين مجلدا، جمع فيه من النفائس ما لم يُشارك في مجموعه، من كثرة المسائل والفروع، وذكر مذاهب العلماء، وبسط أدلتها، والجواب عنها. وعنه انتشر فقه طريقة أصحابنا العراقيين».
ومن أعلام هذه الطائفة: أبو العباس بن سريج وأبو إسحاق المروزي وأبو علي بن أبي هريرة. وقد اشتهرت هذه الطريقة في القرن الرابع والخامس الهجريين.
وفي مذح «العراقيين» يقول النووي ﵀: «واعلم أنّ نَقْلَ أصحابنا العراقيين لنصوص الشافعي وقواعد مذهبه ووجوه المتقدمين من أصحابنا أتقن وأثبت من نقل أصحابنا الخراسانيين غالبًا إن لم يكن دائمًا».
الخراسانيون: وهي الطائفة الثانية الكبرى - بعد العراقيين - ممن اهتموا بفقه الشافعي ونقل أقواله والتمذهب بمذهبه، وقد اشتهرت هذه الطائفة في القرن الرابع والخامس الهجريين، وكانت بزعامة القفال المروزي المتوفى سنة (٤١٧) هـ.
وفي مدح «الخراسانيين» يقول النووي ﵀: «والخراسانيون أحسن تصرفًا وبحثًا، وتفريعا وترتيبًا غالبًا».
ويقول ابن السبكي في هذه الطائفة:«والخراسانيون من النيسابوريين؛ إذ كلُّ نيسابوري خراساني ولا ينعكس. وليس الخراسانيون مع نيسابور كالعراقيين مع بغداد، فَثَمَّ جمع يفوقون عدد الحصا من خراسان لم يدخلوا نيسابور، بخلاف العراقيين، لاتساع بلاد خراسان، وكثرة المدن العامرة فيها والعلماء بنواحيها، إذ من جملتها «مرو» وهي المدينة الكبرى والدار العظمى، ومَرْبَع العلماء. وخراسان عمدتها مدائن أربعة: كأنها هي قوائمها المبنية عليها، وهي: مرو، ونيسابور، وبلخ، وهراة.