للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"فصل: في بيان المرض المخوف (١) وما في معناه، فإن انتهى" الشخص "إلى" حال "القطع بالموت" من ذلك "عاجلا كمن شخص بصره" بفتح الشين والخاء، أي فتح عينه بغير تحريك جفن "وبلغت روحه الحنجرة" أي الحلقوم "في النزع أو ذبح أو شق بطنه وأخرجت حشوته" بكسر الحاء وضمها، أي: أمعاؤه "أو غرق فغمره الماء وهو غير سابح" أي غير محسن السباحة "فلا عبرة" في شيء منها أو نحوها "بوصيته وإسلامه" وغيرهما "فهو كالميت" على تفصيل يأتي في الجنايات "ويحجر عليه" (٢) أي على المريض "في غير الثلث لمرض يخاف (٣) منه الموت عاجلا وإن لم يكن غالبا كالقولنج" بفتح اللام وكسرها، وهو أن ينعقد أخلاط الطعام في بعض الأمعاء فلا تنزل ويصعد بسببه البخار إلى الدماغ فيؤدي إلى الهلاك. قال الأذرعي ويظهر أن يقال هذا إن أصاب من لم يعتده، فإن كان ممن يصيبه كثيرا ويعافى منه كما هو مشاهد فلا "وذات الجنب" وتسمى ذات الخاصرة، وهي قروح تحدث في داخل الجنب بوجع شديد ثم تنفتح في الجوف ويسكن الوجع، وذلك وقت الهلاك، ومن علامتها الحمى اللازمة والوجع الناحس تحت الأضلاع وضيق النفس وتواتره والسعال "والرعاف الدائم" بتثليث الراء; لأنه يسقط القوة بخلاف غير الدائم "والإسهال المتواتر" (٤) أي: المتتابع لأنه ينشف رطوبات البدن "لا إسهال يومين" أو نحوهما (٥) فليس بمخوف. "إلا أن يضم إليه عدم استمساك وخروج طعام غير مستحيل أو زحير معه وجع" وشدة بلا تقطع للخارج "أو" معه "تقطع" للخارج "أو" يضم إليه "دم" يخرج "من


(١) "فصل: بيان المرض المخوف إلخ".
(٢) "قوله: ويحجر عليه" أي على المريض من التبرع المنجز.
(٣) "قوله: فإن كان ممن يصيبه كثيرا ويعافى إلخ" يجاب بأن هذا ليس من القولنج المذكور وإن سماه العوام قولنجا، وعلى تقدير تسليم كونه منه فهو مرض يخاف منه الموت عاجلا وإن تكرر له.
(٤) "قوله: والإسهال المتواتر" ولو لحظة.
(٥) "قوله: لا إسهال يومين أو نحوهما" ولم يتواتر.