للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل: يستحب للمعتكف الصوم]

"فصل: يستحب للمعتكف الصوم" للاتباع رواه الشيخان وللخروج من خلاف من أوجب الصوم في الاعتكاف "فإن نذر اعتكاف يوم هو فيه صائم" كـ "لله علي أن أعتكف يوما أنا فيه صائم" أو "أكون فيه صائما" "فالصوم شرط" لاعتكافه الذي يخرج به عن عهدة نذره فليس له إفراد أحدهما عن الآخر لعدم الوفاء (١) بالملتزم "ويجزئه يوم من رمضان" أو غيره صائما فيه ولو نفلا لأنه لم يلزم صوما بل اعتكافا بصفة وقد وجدت "فلو نذر أن يعتكف بصوم أو صائما وكذا عكسه" بأن نذر أن يصوم باعتكاف وهذه من زيادته أو معتكفا "لزماه" (٢) أي الاعتكاف والصوم لأنه التزمهما "و" لزمه "الجمع بينهما" لأنه قربة


(١) "قوله لعدم الوفاء بالملتزم" قال في المهمات واعلم أن الفرق بين المسألة الأولى وبين مسألتنا مشكل جدا فإنه التزم في الموضعين الصوم بلفظ يدل على الصفة فإن كلا منهما حال إما مفرد وإما جملة والحال وصف في المعنى انتهى وفرق بينهما من وجهين أحدهما أن قوله في الصورة الأولى أن أعتكف يوما التزام صحيح وقوله أنا فيه صائم إخبار عن الحالة التي يكون عليها في المستقبل والإخبار عن الحالة المستقبلة لا يصح تطلبها بالنذر لكونها حاصلة وتحصيل الحاصل محال لأنه لا يصح توجه الطلب إليه ولأن قوله أنا فيه صائم جملة والجملة لا تكون معمولة للمصدر بخلاف قوله أن أعتكف صائما أو أعتكف بصوم فإن صائما ليس فيه إخبار عن حالة مستقبلة فهو إنشاء متمحض يرجع معنى الكلام إلى تقدير على أن أعتكف يوما وأن أصوم فيه وهذا بطرد في نظائر المسألة كقوله لله علي أن أصلي قائما وخاشعا وأن أحج راكبا المعنى أن أصلي وأن أخشع لأنه في معنى الإنشاء ولزوم الصفة الفرق الثاني إن قوله أنا فيه صائم حال من المفعول وهو اليوم فينحل الكلام إلى معنى أعتكف يوما مصوما فيه وقوله مصوما فيه إخبار ليس بصيغة التزام وأما قوله أن أعتكف صائما فصائما حال من الفاعل وهو الضمير في قوله أعتكف والحال مقيدة لفعل الفاعل الذي هو الاعتكاف فانحل إلى قوله أن أنشئ اعتكافا وصوما كما لو قال أحج راكبا أو ماشيا.
(٢) "قوله لزماه" فإن قلت الحال مقيدة لصاحبها فمن أين يلزم الأمر بها إذ لا يلزم من الأمر بشيء الأمر بالمقيد له بدليل اضرب هندا جالسة قلت محل ذلك إذا لم تكن الحال من نوع المأمور به ولا من فعل المأمور وكالمثال المذكور أما إذا كانت من ذلك نحو حج مفردا ونحو أدخل مكة محرما فهي مأمور بها وما هنا من هذا القبيل.