للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الثالث في كيفية إقامة الجمعة بعد شروطها

"وهي ركعتان" كغيرها في الأركان "وتمتاز" عن غيرها "بأمور (١) مندوبة الأول الغسل" (٢) بل يكره تركه لأخبار الصحيحين "إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل" (٣) يوم الجمعة واجب أي مؤكد على كل محتلم وحق على كل مسلم يغتسل في كل سبعة أيام يوما زاد النسائي "هو يوم الجمعة" (٤) وصرفها عن الوجوب خبر "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل" (٥) رواه الترمذي وحسنه وخبر مسلم "من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فدنا واستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام" (٦)


(١) "قوله وتمتاز عن غيرها بأمور إلخ" روى المنذري في جزء جمعه فيما جاء في غفران ما تقدم من الذنوب وما تأخر من حديث أنس يرفعه "من قرأ إذا سلم الإمام يوم الجمعة قبل أن يثني رجليه فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد والمعوذتين سبعا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأعطي من الأجر بعدد من آمن بالله ورسوله" وروى ابن السني من حديث عائشة رفعته "من قرأ بعد صلاة يوم الجمعة قل هو الله أحد والمعوذتين سبع مرات أعاذه الله بها من السوء إلى الجمعة الأخرى" وقال البارزي في كتابه فضائل القرآن خرج ابن وهب عن الحسن برفعه قال "من قرأ عند تسليم الإمام يوم الجمعة، وهو ثان إحدى رجليه قبل أن يعطفها وقبل أن يتكلم قل هو الله أحد سبعا وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس سبعا حفظ له دينه ودنياه وأهله وولده" وخرج أبو عبيد أيضا عن ابن شهاب قال من قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين بعد صلاة الجمعة حين يسلم الإمام قبل أن يتكلم سبعا سبعا كان ضامنا قال أبو عبيد أراد على الله هو وماله وولده من الجمعة إلى الجمعة
(٢) "قوله الأول الغسل" ضابط الفرق بين الغسل الواجب والمستحب كما قاله الحليمي في شعب الإيمان والقاضي الحسين في كتاب الحج أن ما شرع بسبب ماض كان واجبا كالغسل من الجنابة والحيض والنفاس والموت وما شرع لمعنى في المستقبل كان مستحبا كإغسال الحج واستثنى الحليمي من الأول الغسل من غسل الميت قال الزركشي وكذا الجنون والإغماء والإسلام
(٣) رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب فضل الغسل يوم الجمعة، حديث رقم "٨٧٧".
(٤) رواه البخاري كتاب الجمعة، باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل من النساء حديث رقم "٨٩٨".
(٥) صحيح: رواه الترمذي في سننه، "٢/ ٣٦٩"، كتاب الجمعة، باب ما جاء في الوضوء يوم الجمعة حديث "٤٩٧".
(٦) رواه مسلم، كتاب الجمعة، باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة، حديث "٨٥٧".