قبله من زيادته. وجزم به في المحرر والمنهاج، وإنما قدم عليه لثبوت لفظه بخلاف ذلك فإن الشافعي التقطه من أخبار بعضه باللفظ وبعضه بالمعنى وفي مسلم عن عوف بن مالك قال صلى النبي ﷺ على جنازة فقال:"اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وفتنته ومن عذاب النار"(١)، وهذا أصح دعاء الجنازة كما في الروضة عن الحفاظ وفي الباب أخبار أخر فإن جمع بين الثلاثة فظاهر أن الأفضل تقديم الأخير وصدق قوله فيه وأبدله زوجا خيرا من زوجه فيمن لا زوجة له وفي المرأة إذا قلنا بأنها مع زوجها في الآخرة (٢) بأن يراد في الأول ما يعم الفعلي والتقديري وفي الثاني ما يعم إبدال الذات وإبدال الهيئة
"فإن كان الميت صغيرا (٣) اقتصر على هذا" أي الثاني في كلامه "وزاد" عليه ندبا "اللهم اجعله فرطا لأبويه" أي سابقا مهيئا مصالحهما في الآخرة "وسلفا وذخرا" بالذال المعجمة "وعظة" أي موعظة "واعتبارا وشفيعا وثقل به موازينهما وأفرغ الصبر على قلوبهما ولا تفتنهما بعده ولا تحرمهما" بفتح التاء وضمها "أجره" أي أجر الصلاة عليه أو أجر المصيبة به; لأن ذلك مناسب للحال. ويشهد للدعاء لهما ما في خبر المغيرة السابق والسقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالعافية والرحمة وظاهر أن محله في المسلمين فإن كان أحدهما مسلما خصه بالدعاء (٤) ذكره الأذرعي قال الإسنوي وسواء فيما قالوه مات في حياة أبويه أم لا لكن قال الزركشي (٥) محله في الأبوين
(١) مسلم، كتاب الجنائز، باب الدعاء للميت في الصلاة، حديث "٩٦٣". (٢) "وقوله إذا قلنا بأنها مع زوجها في الآخرة" أشار إلى تصحيحه. (٣) "قوله فإن كان صغيرا إلخ" لو شك في بلوغه هل يدعو بهذا الدعاء; لأن الأصل عدم البلوغ أو يدعو له بالمغفرة ونحوها وحسن أن يجمع بينهما احتياطا (٤) "قوله فإن كان أحدهما مسلما خصه بالذكر" أشار إلى تصحيحه. (٥) "قوله لكن قال الزركشي" كالأذرعي وغيره.