الجمعة أن الله تعالى ذكر فيها أهوال يوم القيامة والجمعة تشبهها لما فيها من اجتماع الخلق; ولأن القيامة تقوم يوم الجمعة كما ثبت في صحيح مسلم (١)
"وليكثر في يومها من الدعاء ليصادف ساعة الإجابة"(٢)"; لأنه ﷺ ذكر يوم الجمعة فقال فيه ساعة إجابة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها" رواه الشيخان (٣) وسقط في بعض الروايات قائم يصلي وفي رواية لمسلم، وهي ساعة خفيفة والمراد بالصلاة انتظارها وبالقيام الملازمة
"وأرجاها من جلوس الخطيب إلى آخر الصلاة""; لأنه ﷺ قال هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة" رواه مسلم قال في المجموع، وأما خبر يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة فيه ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر" (٤) فيحتمل أن هذه الساعة منتقلة تكون يوما في وقت ويوما في آخر كما هو المختار في ليلة القدر وليس المراد أنها مستغرقة للوقت المذكور بل المراد أنها لا تخرج عنه; لأنها لحظة لطيفة لما مر
"ولا يصل صلاتها بصلاة ويكفي فصل" بينهما "بكلام أو تحول" أو نحوه; لأن معاوية أنكر على من صلى سنة الجمعة في مقامها وقال له إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تخرج أو تتكلم فإن "رسول الله ﷺ أمرنا بذلك أن لا نوصل صلاة بصلاة حتى نخرج أو نتكلم" رواه (٥) مسلم (٦)
(١) رواه مسلم، كتاب الجمعة، باب فضل يوم الجمعة، حديث "٨٥٤"، وفيه "وزلا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة" (٢) "قوله ليصادف ساعة الإجابة" اختلفوا فيها على اثنين وأربعين قولا ذكرها في فتح الباري (٣) رواه البخاري كتاب الجمعة، باب الساعة التي في يوم الجمعة، حديث "٩٣٥"، ومسلم، كتاب الجمعة، باب في الساعة التي في يوم الجمعة، حديث "٨٥٢". (٤) صحيح: رواه أبو داود "١/ ٢٧٥" كتاب الصلاة، باب الإجابة أية ساعة هي في يوم الجمعة؟ حديث "١٠٤٨"، والنسائي "٣/ ٩٩"، حديث "١٣٨٩". (٥) مسلم، كتاب الجمعة، باب الصلاة بعد الجمعة، حديث "٨٨٣". (٦) مسلم، كتاب الجمعة، باب في الساعة التي في يوم الجمعة، حديث "٨٥٣".