للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولرفقته وكانوا متساوين نسبا، وهجرة وإسلاما وظاهره أنهم كانوا متساوين أيضا في الفقه، والقراءة; لأنهم هاجروا إلى النبي فأقاموا عنده عشرين ليلة، فالظاهر تساويهم في جميع الخصال إلا السن فلهذا قدمه "ثم الأنظف ثوبا وبدنا وصنعة" عن الأوساخ لإفضاء النظافة إلى استمالة القلوب وكثرة الجمع "ثم الأحسن صوتا" لميل القلب إلى الاقتداء به واستماع كلامه "ثم" الأحسن "صورة" لميل القلب إلى الاقتداء به كذا رتب الأصل عن المتولي وجزم به في الشرح الصغير والذي في التحقيق فإن استويا قدم بحسن الذكر (١)، ثم بنظافة الثوب (٢)، والبدن وطيب الصنعة وحسن الصوت، ثم الوجه وفي المجموع المختار (٣) تقديم أحسنهم ذكرا ثم صوتا ثم هيئة، فإن تساويا وتشاحا أقرع بينهما، والظاهر أن مراده بحسن الهيئة حسن الوجه ليوافق ما في التحقيق

"والمقيم أولى من المسافر" الذي يقصر; لأنه إذا أم أتموا كلهم فلا يختلفون وإذا أم القاصر اختلفوا، وهذا من زيادته وبه صرح في المجموع مع ما يعلم مما يأتي من أن هذا إذا لم يكن فيهم السلطان، أو نائبه، فإن كان فهو أحق، وإن كان مسافرا. قال: ومعروف الأب أولى من غيره; لأن إمامة غيره خلاف الأولى.

"فرع الساكن بحق" ولو مستعيرا "مقدم على هؤلاء" أي الأفقه، والأقرإ وغيرهما كما ذكره في الفصل السابق "وإن كان" الساكن "عبدا"; لاستحقاقه المنفعة ولخبر "لا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه" وفي لفظ لأبي داود "في بيته ولا سلطانه" (٤) بخلاف الساكن بلا حق كالغاصب "والمالك" للمنفعة ولو بدون الرقبة "أولى من المستعير" لملكه المنفعة، والرجوع فيها "لا" المالك للرقبة فقط فليس أولى "من المستأجر" بل المستأجر أولى منه لملكه المنفعة وما صدق به كلامه من تساويهما غير مراد ولو عبر بقوله لا من مالك المنفعة كان أولى ليشمل


(١) "قوله: قدم بحسن الذكر" أشار إلى تصحيحه
(٢) "قوله، ثم بنظافة الثوب إلخ" قدم في الأنوار نظافة الثوب، والبدن على طيب الصنعة
(٣) "قوله وفي المجموع المختار إلخ" هذا هو الراجح
(٤) صحيح: أبو داود "١/ ١٥٩" كتاب الصلاة، باب من أحق بالإمامة، حديث "٥٨٢".