للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولى، والعبرة بالأسن "في الإسلام" لا بكبر السن "فيقدم شاب أسلم أمس على شيخ أسلم اليوم" لرواية مسلم السابقة فأقدمهم سلما بدل سنا "فإن أسلما معا، فالشيخ" مقدم على الشاب لعموم خبر مالك، وهذا من زيادة المصنف وذكره المحب الطبري قال البغوي ويقدم من أسلم بنفسه على من أسلم تبعا لأحد أبويه، وإن تأخر إسلامه; لأنه اكتسب الفضل لنفسه قال ابن الرفعة، وهو ظاهر إذا كان إسلامه قبل بلوغ من أسلم تبعا أما بعده فيظهر تقديم التابع ولو قيل بتساويهما حينئذ لم يبعد

"ثم" بعد الأسن "الأنسب فيقدم القرشي" على غيره لخبر مسلم "الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم" (١)، والمراد بهذا الشأن الإمامة الكبرى فقسنا عليها الصغرى. وعلى قريش كل من في نسبه شرف. ويعتبر بما تعتبر به الكفاءة كالعلماء، والصلحاء; فيقدم الهاشمي، والمطلبي، ثم سائر قريش "ثم العربي ثم العجمي" ويقدم ابن العالم أو الصالح على ابن غيره "ثم" بعد الأنسب "الأقدم هو أو أبوه"، وإن علا "هجرة" إلى النبي أو إلى دار الإسلام، وقياس ما مر من تقديم من أسلم بنفسه على من أسلم تبعا تقديم من هاجر بنفسه (٢) على من هاجر أحد آبائه، وإن تأخرت هجرته وما ذكره من تقديم الورع على الثلاثة بعده هو ما أشعر بتصحيحه كلام الأصل، وهو ما في الحاوي الصغير ومتابعيه، لكن أخره في التنبيه عنها وارتضاه النووي في تصحيحه قال الإسنوي، وهو ظاهر ما في الشامل وغيره وبه صرح الروياني (٣) وما ذكره أيضا من تأخير الهجرة عن السن، والنسب هو ما أشعر بتصحيحه كلام الأصل أيضا، والذي في التحقيق واختاره في المجموع تقديمها عليهما (٤) لخبر أبي مسعود السابق. قال وأما خبر مالك فإنما كان خطابا له


(١) رواه البخاري، كتاب المناقب، باب قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى … ﴾ الآية، حديث "٣٤٩٦". ومسلم كتاب الإمارة، حديث "٢٨١٨".
(٢) "قوله: تقديم من هاجر بنفسه إلخ" أشار إلى تصحيحه
(٣) "قوله: وبه صرح الروياني"، والصواب الأول ح
(٤) "قوله واختار في المجموع تقديمها عليها" أشار إلى تصحيحه