منذ تحول للمدينة (١) فضعيف وناف وغيره صحيح ومثبت وأيضا الترك إنما ينافي في الوجوب دون الندب وفي مسلم عن أبي هريرة (٢) سجدنا مع النبي ﷺ في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ و ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ وكان إسلام أبي هريرة سنة سبع من الهجرة وصرح المصنف كأصله بسجدتي الحج لخلاف أبي حنيفة في الثانية "لا سجدة ص" أي ليست من سجدات التلاوة "فإنما هي سجدة شكر"(٣) لما زاده على الروضة بقوله "لتوبة الله تعالى على داود"﵊ أي لقبولها، والتلاوة سبب لتذكر ذلك لخبر أبي سعيد الخدري "خطبنا رسول الله ﷺ يوما فقرأ ص فلما مر بالسجود نشزنا للسجود" أي تهيأنا له فلما رآنا قال إنما هي توبة نبي ولكن قد استعددتم للسجود فنزل وسجد رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري (٤) ويجوز قراءة ﴿ص﴾ بالإسكان (٥) وبالفتح وبالكسر بلا تنوين وبه مع التنوين وإذا كتبت في المصحف كتبت حرفا واحدا وأما في غيره فمنهم من يكتبها كذلك ومنهم من يكتبها باعتبار اسمها ثلاثة أحرف "فلو سجد قبل تمام الآية" ولو بحرف "لم يصح"; لأن وقته إنما يدخل بتمامها "وتمامها في حم" السجدة "يسأمون" لتمام الكلام عنده وفي النحل يؤمرون وفي النمل
(١) ضعيف: رواه أبو داود ٢/ ٥٨ كتاب الصلاة، باب من لم ير السجود في المفصل، حديث ١٤٠٣. (٢) "قوله: وفي مسلم عن أبي هريرة ﵁ إلخ"، وعن عبد الرحمن بن عوف ﵁ قال رأيت النبي ﷺ سجد في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ عشر مرات رواه البزار. (٣) "قوله: فإنما هي سجدة شكر" شمل استحباب السجود لها قارئها ومستمعها وسامعها وكتب أيضا فينوي بها سجود الشكر. (٤) صحيح: أبو داود ٢/ ٥٩ كتاب الصلاة، باب السجود في ص، حديث ١٤١٠ بلفظ فلما بلغ السجود، تشزن الناس للسجود .. . (٥) "قوله: وتجوز قراءة ص بالإسكان إلخ" قال العلماء من قرأ ص بالإسكان فمعناه القسم، والمعنى صدق محمد، والقرآن. أقسم الله تعالى بالقرآن أن محمدا صدق فيما جاء به ومن قرأ بالفتح كان فعلا ماضيا أي منقولا منه ومعناه صاد محمد قلوب الناس حتى دخلوا في الدين، والقرآن مجرور على القسم أيضا ومن قرأ بالكسر فهو منقول من فعل الأمر أي صاد بعملك القرآن وحذفت الياء للأمر، والمصاداة المقابلة المعنى اعرض عملك على القرآن فائتمر بأوامره وانزجر بزواجره قالت عائشة ﵂ كان النبي ﷺ خلقه القرآن.