وضابط المشمس على ما أفهمه كلام الماوردي (١) أن ينتقل بالشمس عن حالته إلى حالة أخرى حتى لو كان شديد البرودة فخف برده بالشمس فمتشمس (٢)، ونقله في البحر (٣) عن الأصحاب فقال قال أصحابنا تأثير الشمس في مياه الأواني تارة تكون بالحمى، وتارة بزوال برده، والكراهة في الحالين سواء قال الزركشي، وغيره بعد نقلهم ذلك، والمفهوم من كلام من اشترط الآنية المنطبعة، والبلاد الحارة أن ذلك يختص بما يظهر تأثير الشمس فيه فإنها في مثل هذه الآنية تفصل أجزاء سمية تؤثر في البدن، والظاهر أنه إنما يكون عند ظهور السخونة، وما قالوه أوجه (٤).
"ويكره" تنزيها"شديد حرارة و" شديد"برودة" لمنع كل منها الإسباغ نعم إن فقد غيره، وضاق الوقت، وجب استعماله أو خاف منه ضررا حرم، وهو، واضح"و" تكره"مياه ثمود"، وكل ماء مغضوب عليه كماء ديار قوم لوط، وماء ديار بابل (٥)"لا" ماء"بئر الناقة""لأنه ﷺ أمر الناس النازلين على الحجر أرض ثمود بأن يهريقوا ما استقوا، ويعلفوا الإبل العجين، وأن يستقوا من بئر الناقة" رواه الشيخان (٦)، وقوله: ومياه ثمود لا بئر الناقة من زيادته أخذا
(١) الماوردي: هو القاضي علي بن محمد بن حبيب الماوردي، ولد سنة ٣٦٤ هـ تفقه على الصميري بـ بالبصرة وارتحل إلى الشيخ أبي حامد الإسفرائيني ودرس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة. قال عنه الخطيب البغدادي: كان ثقة من وجوه الفقهاء الشافعيين وقال ابن خيرون: كان رجلا عظيم القدر، متقدما عند السلطان، أحد الأئمة، له التصانيف الحسان في كل فن من العلم وكان يميل إلى الاعتزال توفي ﵀ سنة ٤٥٠ هـ. من كتبه: الأحكام السلطانية و الحاوي و أدب الدنيا والدين و الأمثال والحكم. انظر ترجمته في: البداية والنهاية ٦/ ٥٥٤ وطبقات ابن قاضي شهبة ١/ ١/٢٣٠ وطبقات ابن هداية الله ص ١٥١ والأعلام ٤/ ٣٢٧. (٢) "قوله: فخف برده بالشمس فمتشمس" قال ابن الملقن وهو غريب. (٣) يعني كتاب بحر المذهب للروياني. (٤) "قوله: وما قالوه أوجه" فالصحيح خلافه. (٥) "قوله: وماء ديار بابل" وماء بئر ذي أروان التي وضع فيها السحر للنبي ﷺ وماء بئر برهوت لخبر ابن حبان شر بئر في الأرض برهوت ش وحينئذ تكون المياه المكروهة ثمانية. (٦) رواه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى وإلى ثمود أخاهم صالحا، =