لحما بأكله; لأن قصده الامتناع عما يعتاد أكله; ولأن اسم اللحم إنما يقع على المأكول شرعا "ولا" على لحم "السمك (١) والجراد"; لأنه لا يفهم عند إطلاق لفظ اللحم، وإن سمى الله تعالى السمك لحما فقال: ﴿لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً﴾ [النحل: ١٤] وشبه ذلك بما لو حلف لا يجلس في ضوء (٢) السراج فجلس في ضوء الشمس لا يحنث، وإن سماه الله سراجا فقال: ﴿وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً﴾ [نوح: ١٦]"وليس السنام" بفتح السين "والألية شحما ولا لحما (٣) " فلا يحنث بهما من حلف لا يأكل شحما ولا لحما لمخالفتهما لهما في الاسم والصفة (٤)
"وإن حلف عليها" أي على الألية "لم يحنث بالسنام" كعكسه المصرح به في الأصل وتقدم في الربا أن الجلد إذا لم يؤكل غالبا ليس بلحم فلا يحنث به الحالف لا يأكل لحما قال ابن أبي عصرون وكذا بقانصة الدجاج (٥)"ثم الدسم"، وهو الودك "يتناول شحم الظهر والبطن والألية والسنام والأدهان" المأكولة (٦) لصدق اسمه بكل منها وخرج بالأدهان أصولها كالسمسم والجوز واللوز "ولا تدخل الأمعاء والكرش والكبد" بفتح أولهما وكسر ثانيهما على الأشهر "والرئة والطحال" بكسر الطاء "والمخ والقلب" قال الأذرعي: والخصية والثدي على الأقرب (٧) "في
(١) "قوله ولا السمك" المراد بالسمك جميع حيوان البحر المأكول (٢) "قوله وشبه ذلك بما لو حلف لا يجلس في ضوء إلخ" وكما لو حلف لا يشرب نبيذا فشرب الفقاع أو نحوه مما يسمى نبيذا في اللغة ولا يسمى به في العرف (٣) "قوله وليس السنام والألية شحما ولا لحما" سكت عن الجلد وذكر في باب الربا أن الجلد جنس آخر غير اللحم وذكر صاحب الاستقصاء هناك أنه قبل أن يغلظ ويخشن من جنس اللحم; لأنه لا ينتفع به في غير الأكل فهو كسائر أجزاء اللحم فإذا غلظ وخشن صار جنسا آخر; لأنه لم تجر العادة بأكله، وهذا التفصيل متعين هنا و (٤) "قوله لمخالفتهما لهما في الاسم والصفة"; ولأن الألية تشبه الشحم في البياض والذوبان فألحقت به (٥) "قوله قال ابن أبي عصرون وكذا بقانصة الدجاج" أشار إلى تصحيحه (٦) "قوله والأدهان المأكولة" وخرج بالمأكولة ما لا يؤكل عادة كدهن الخروع ودهن اللوز المر أو شرعا بناء على الأصح أنه لا يحنث بأكل الميتة ونحوها قال الدميري: وعلى كل حال لا يحنث بدهن السمسم قاله البغوي وفي معناه دهن الجوز واللوز ونحوهما ولم يذكروا اللبن وفي الصحيح أنه ﷺ شربه ثم تمضمض وقال إن له دسما وقوله قاله البغوي ضعيف (٧) "قوله قال الأذرعي والخصية والثدي على الأقرب" أشار إلى تصحيحه