للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موضع كان لا بالمالح (١) "أو من ماء الفرات حمل على النهر" المعروف "فإن شرب من كوز" ماؤه منه "أو بئر ماؤها منه حنث (٢) " ولو قال لا أشرب من ماء نهر كذا فشرب من ساقية تخرج منه أو من بئر محفورة بقرب النهر يعلم أن ماءها منه حنث ولو قال لا أشرب من نهر كذا ولم يذكر الماء فشرب من ساقية تخرج منه حنث كما لو أخذ الماء في إناء صرح بذلك الأصل "أو" لا يشرب "من هذه الإداوة" أو نحوها مما يعتاد الشرب منه "فصبها" أي صب ماءها "في كوز" وشربه "لم يحنث"

"فرع" لو "حلف لا يأكل هذين الرغيفين أو لا يلبس هذين الثوبين" أو نحوهما "أو ليفعلن ذلك تعلق الحنث" فيما عدا الأخيرة "والبر" في الأخيرة "بهما ولو فرق" الفعل; لأنه يمين واحدة على المجموع (٣) "وكذا" لو عطف بالواو كأن حلف "لا أكلم زيدا وعمرا" أو لا آكل اللحم والعنب فيتعلق الحنث بهما; لأن الواو تجعل الشيئين كشيء واحد "إلا إن أراد غير ذلك" بأن أراد أحدهما فيتعلق به الحنث وظاهر كلامه أنه لا يتعلق به البر في الإثبات (٤) أيضا، وقد يتوقف فيه "فإن قال" لا أكلم "زيدا ولا عمرا (٥) " أو لا آكل اللحم


(١) "قوله لا بالمالح" أما لو حلف لا يشرب الماء أو ماء فإنه يحنث بالعذب والملح، وإنما حنث بالملح، وإن لم يعتد شربه اعتبارا بالإطلاق والاستعمال اللغوي
(٢) "قوله فإن شرب من كوز أو بئر ماؤها منه حنث"; لأن الشرب منه عرفا شرب من مائه
(٣) "قوله; لأنه يمين واحدة على المجموع"; ولأن النفي ينبني على الإثبات، وهو لو حلف ليلبسنهما لم يبر بلبس أحدهما; لأن الفعلين لما استويا في شرط البر وجب أن يستويا في شرط الحنث
(٤) قوله وظاهر كلامه أنه يتعلق به البر في الإثبات"، وهو الصحيح وكتب أولا ليس كذلك، وإنما ظاهره أن الاستثناء مما بعد كذا فقط.
(٥) "قوله فإن قال لا أكلم زيدا ولا عمرا فيمينان" فلو قال الطلاق يلزمني لا أكلم زيدا ولا عمرا وقع عليه بكلامهما طلقتان ولو قال لا أكلم فلانا يوما ولا يومين انعقدت اليمين على يومين فلو كلمه في الثالث لم يحنث ولو قال لا أكلمه يوما ويومين انعقدت اليمين على ثلاثة أيام ولو قال لا أكلم فلانا ثم فلانا فإن كلم المذكور أولا ثم المذكور ثانيا حنث ولا يحنث بكلام أحدهما، وإن قدم كلام الثاني على الأول لم يحنث وأنه لا ترتيب في قوله فلانا وفلانا فإذا كلمهما حنث بأيهما بدأ وحكى ابن الصباغ في كتاب الإيلاء عن القاضي أبي الطيب أنه قال في المجرد أنه لو قال والله لا كلمت كل واحد من هذين الرجلين فكلم أحدهما حنث. . . . . . . . . . . =