من إحداثها; لأن إطلاق اللفظ يقتضي أن البلد كله صار لنا "أو" فتحناه صلحا "على أن الأرض لهم" يؤدون خراجها "لم يمنعوا من الكنائس"(١) ونحوها "ولو أحدثوها"; لأن الملك والدار لهم "ولا" يمنعون "من إظهار شعائرهم" كخمر وخنزير وأعيادهم وضرب ناقوسهم "ويمنعون من التجسس" أي إيواء الجاسوس "وتبليغ الأخبار" وسائر ما نتضرر به في ديارهم "ولهم عمارة" أي ترميم "كنائس جوزنا إبقاءها" إذا استهدمت (٢) ; لأنها مبقاة فترمم بما تهدم لا بآلات من جديد كذا قاله السبكي (٣) والذي قاله ابن يونس في شرح الوجيز واقتضى كلامه الاتفاق عليه (٤) أنها ترمم بآلات جديدة قال في الأصل ولا يجب إخفاؤها فيجوز تطيينها من داخل وخارج "لا إحداثها; لأن العمارة" المذكورة "ليست بإحداث" هذا التعليل من زيادته وفيه إيهام أنه تعليل للأخير لكن لا يخفى المراد.
"فلو انهدمت" أي الكنائس المبقاة ولو بهدمهم لها تعديا خلافا للفارقي "أعادوها" هذا يغني عما قبله "وليس لهم توسيعها"; لأن الزيادة في حكم كنيسة محدثة متصلة بالأولى "ويمنعون من إظهار الناقوس" هذا سيأتي وعبارة الأصل ويمنعون من ضرب الناقوس في الكنيسة كما يمنعون من إظهار الخمر "لا في بلدهم"
(١) "قوله لم يمنعوا من الكنائس" لا يجوز للمسلم دخول الكنائس بغير الإذن العرفي واللفظي; لأنهم يكرهون دخول المسلمين إليها قاله الشيخ عز الدين وقضيته الجواز بالإذن، وهو محمول على ما إذا لم تكن فيها صورة كما حكاه صاحب الشامل والبيان عن الأصحاب نعم إن كانت مما لا يقرون عليها جاز بغير إذنهم; لأنها واجبة الإزالة وقوله قاله الشيخ عز الدين أشار إلى تصحيحه وكذا قوله كما حكاه صاحب الشامل. (٢) "قوله إذا استهدمت" بفتح التاء. (٣) "قوله كذا قاله السبكي" قال في الروضة وإذا أشرف الجدار على الخراب فلا وجه إلا أن يبنوا جدارا داخل الكنيسة وقد تمس الحاجة إلى جدار ثالث ورابع فينتهي الأمر إلى أن لا يبقى من الكنيسة شيء ا هـ وليس في هذه الجدر آلة قديمة وفي شرح الوجيز لابن يونس في توجيه الوجه المرجوح من اتساع الخطة أنه يجوز لهم إعادة الكنيسة والزيادة تابعة لها فكأن حكمها حكم ما لو أعادوها بغير تلك الآلة القديمة. ا هـ. وهذا صريح في الإعادة بغير الآلة القديمة قال شيخنا: أي إذا لم يمكن إلا بآلة جديدة. (٤) "قوله واقتضى كلامه الاتفاق عليه" أشار إلى تصحيحه وكتب عليه واختار الماوردي أنها إن صارت دراسة مستطرقة كالموات منعوا لما فيها من معنى الإنشاء، وإن بقي منها جدران وآثار أعيدت.