سن (١) تشميته لكل مرة "إلى ثلاث" من المرات لتكرر السبب وفيه خبر رواه ابن السني "ثم" إن زاد عليها "يدعى له بالشفاء ويذكر بالحمد إن تركه"; لأنه إعانة على معروف ولا يشمته حتى يسمع تحميده وأقل الحمد و التشميت وجوابه أن يرفع صوته بحيث يسمع صاحبه وإذا قال العاطس لفظا آخر غير الحمد لم يشمت لخبر مسلم "إذا عطس أحدكم فحمد الله تعالى فشمتوه، فإن لم يحمد الله تعالى فلا تشمتوه"(٢) صرح بذلك في الروضة.
"فإن شمت قال" ندبا لمشمتيه "يهديكم الله أو يغفر الله لكم" أو نحوه لخبر أبي داود السابق و غيره قال الإمام ولعل السبب في أن هذا سنة، ورد السلام واجب أن التشميت للعطاس ولا عطاس بالمشمت والتحية تشمل الطرفين وفي حصول الفرق بما قاله نظر.
"والتشميت" للمسلم "يرحمك الله"(٣) أو ربك لخبر أبي داود السابق ولخبر البخاري (٤) الآتي و كيرحمك الله يرحمكم الله ورحمك الله ورحمكم الله ذكره في الأذكار.
"و" التشميت "للكافر يهديك الله" ونحوه لا يرحمك الله للاتباع رواه الترمذي وقال حسن صحيح (٥).
"ويسن رد التثاؤب" ما استطاع لخبر البخاري "إن الله تعالى يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان"(٦) قال العلماء معناه أن العطاس سببه محمود وهو خفة الجسم التي تكون لقلة الأخلاط وتخفيف الغذاء وهو أمر مندوب إليه; لأنه يضعف الشهوة ويسهل الطاعة، والتثاؤب بضد ذلك
(١) "قوله: فإن تكرر منه العطاس متواليا إلخ" لو عطس مرات متتابعة صبر حتى فرغ وحمد الله ثم يقول يرحمك الله وتكفيه مرة ولو عطس عشرا. (٢) الحديث السابق. (٣) "قوله: والتشميت يرحمك الله" قال بعضهم ويقال للصغير أصلحك الله أو بارك الله فيك. (٤) سبق تخريجه. (٥) صحيح رواه أبو داود "٤/ ٣٠٨" كتاب الأدب حديث "٥٠٣٨" والترمذي "٥/ ٨٢" حديث "٢٧٣٩" كلاها عن أبي موسى الأشعري ﵁. (٦) رواه البخاري كتاب الأدب باب إذا تثاءب فليضع يده على فيه، حديث "٦٢٢٦".