"وتسن زيارة الصالحين والجيران" غير الأشرار "والإخوان" والأقارب وإكرامهم "بحيث لا يشق" عليه ولا عليهم فتختلف زيارتهم باختلاف أحوالهم ومراتبهم وفراغهم للأخبار المشهورة في ذلك.
"و" تسن "استزارتهم" بأن يطلب منهم أن يزوروه وأن يكثروا زيارته بحيث لا يشق لخبر البخاري أنه ﷺ قال لجبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾ [مريم: من الآية ٦٤](٢).
"و" تسن "عيادة المرضى" لخبر الترمذي وغيره "من عاد مريضا أو زار أخا له في الله تعالى ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا"(٣).
"وأن يضع العاطس" أي الذي جاءه العطاس "يده أو ثوبه" أو نحوه "على وجهه ويخفض صوته" ما أمكن للاتباع رواه الترمذي وقال حسن صحيح (٤) وروى ابن السني خبرا أن الله يكره رفع الصوت بالتثاؤب والعطاس "و" أن "يحمد الله" عقب عطاسه بأن يقول: الحمد لله قال في الأذكار فلو قال الحمد لله رب العالمين كان أحسن ولو قال الحمد لله على كل حال كان أفضل لخبر أبي داود وغيره بإسناد صحيح "إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال وليقل أخوه أو صاحبه يرحمك الله ويقول هو يهديكم الله ويصلح بالكم"(٥).
"وإن كان" العاطس "في صلاة أسر به" أو في حالة البول أو الجماع أو نحوهما حمد الله في نفسه قاله البغوي وغيره وتقدمت الأولى في الاستنجاء. "فإن حمد" الله "شمت" للأمر به في الصحيحين (٦). فإن تكرر منه العطاس متواليا
(١) البخاري كتاب الاستئذان باب إذا قال من ذا فقال أنا، حديث "٦٢٥٠" ومسلم كتاب الآداب، حديث "٢١٥٥". (٢) رواه البخاري كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، حديث "٣٢١٨". (٣) حسن رواه الترمذي "٤/ ٣٦٥" كتاب البر والصلة، باب ما جاء في زيارة الإهخوان، حديث "٢٠٠٨" وابن ماجة "١/ ٤٦٤" حديث "١٤٤٣". (٤) صحيح رواه أبو داود "٤/ ٣٠٦" كتاب الأدب، باب ما جاء في التثاؤب، حديث "٥٠٢٨" والترمذي "٥/ ٨٧" حديث "٢٧٤٧". (٥) أصل الحديث عند البخاري كتاب الأدب، حديث "٦٢٢٤" وهو في الشرح من حديث أبي داود "٤/ ٣٠٧" كتاب الأدب باب ما جاء في تشميت العاطس، حديث "٥٠٣٣". (٦) رواه مسلم كتاب الزهد والرقائق، باب تشميت العاطس. . . . . . . . . . . حديث "٢٩٩٢".