إليك" قال جماعة من أصحابنا ويقدم على "وجهت وجهي" إلى آخره "سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك" ذكره الأصل قال في المجموع والصحيح خلافه وزاد الرافعي قبل قوله "أنا بك وإليك"، "والمهدي من هديت"، وقد صح في دعاء الافتتاح أخبار أخر منها "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق، والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء، والثلج، والبرد" رواه الشيخان (١) ومنها "الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه (٢)" ومنها "الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا" (٣) رواهما مسلم قال النووي وبأيهما افتتح أتى بأصل السنة، لكن أفضلها الأول.
"ثم" بعد الافتتاح "يتعوذ سرا" (٤) ولو في صلاة جهرية (٥) ويحصل بكل ما اشتمل على التعوذ من الشيطان وأفضله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "في كل ركعة" قبل القراءة لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ﴾ أي أردت قراءته ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: ٩٨] ولحصول الفصل بين القراءتين بالركوع وغيره "و" لكن "الأولى آكد" به; لأن افتتاح قراءته في الصلاة إنما يكون فيها ويستثنى خوف فوت القراءة وفوت الوقت كما مر نظيره فيما قبله ولو فصل بين القراءتين بسجود التلاوة لا يسن إعادة التعوذ كما صرح به الرافعي والنووي في مجموعه (٦) وتقدم في باب الأحداث "وإن تعوذ" ولو
(١) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب ما يقول بعد التكبير، حديث ٧٤٤، ورواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يقول بعد تكبيرة الإحرام … حديث ٥٩٨. (٢) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب فضل اللهم ربنا لك الحمد حديث ٧٩٩. (٣) رواه مسلم، كتاب المساجد، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، حديث ٦٠١. (٤) "قوله: ثم يتعوذ سرا إلخ" لو أمكنه بعض الافتتاح، أو التعوذ أتى به وكتب أيضا كلام المصنف يقتضي استحباب التعوذ لمن أتى بالذكر للعجز عن الفاتحة وقال في المهمات إن المتجه أنه لا يستحب. (٥) "قوله: ولو في صلاة جهرية"; لأنه ذكر بين التكبير، والقراءة كالافتتاح. (٦) "قوله: والنووي في مجموعه" أشار إلى تصحيحه.