"ولا" يأتي به كالسورة "في صلاة جنازة" طلبا للتخفيف وهذا من زيادته هنا قال ابن العماد (١) ويتجه فيما لو صلى على غائب، أو قبر أن يأتي بالافتتاح لانتفاء المعنى الذي شرع له التخفيف وقياسه أن يأتي بالسورة أيضا ويحتمل خلافه فيهما (٢) نظرا للأصل "وهو" أي دعاء الافتتاح "وجهت وجهي إلى آخره" وصرح به الأصل "وليقل آخره وأنا من المسلمين"(٣). وإن كان الذي في الآية ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٣]، وذلك للاتباع رواه مسلم (٤) إلا كلمة مسلما فابن حبان وفي رواية "وأنا أول المسلمين" وكان صلى الله عليه يقول بما فيها لأنه أول مسلمي هذه الأمة.
"ويبادر" أي يسرع "به المأموم" ويقتصر عليه "ليستمع القراءة" أي قراءة الإمام وهذا من زيادته ونقله في المجموع عن الجويني "ويزيد المنفرد ومن" أي وإمام "علم رضا مقتديه به اللهم أنت الملك إلى آخره كما في الأصل" أي "لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك" أي لا يتقرب به إليك وقيل لا يفرد بالإضافة إليك وقيل لا يصعد إليك وإنما يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح وقيل ليس شرا بالنسبة إليك فإنك خلقته لحكمة بالغة وإنما هو شر بالنسبة إلى المخلوقين "أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب
(١) "قوله: قال ابن العماد" أي وغيره. (٢) "قوله: ويحتمل خلافه فيهما" أشار إلى تصحيحه. (٣) "قوله: وأنا من المسلمين" ومقتضى إطلاق الأصحاب أنه لا فرق في التعبير بقوله من المشركين وبقوله من المسلمين بين الرجل، والمرأة وهو صحيح على إرادة الأشخاص وفي المستدرك للحاكم من رواية عمران بن حصين أن النبي ﷺ قال لفاطمة: "قومي فاشهدي أضحيتك وقولي إن صلاتي ونسكي" إلى قوله "من المسلمين" فدل على ما ذكرناه ح وأما حنيفا مسلما فتأتي بهما المرأة أيضا كذلك على أنهما حالان من الوجه أي الذات ولا يصح كونهما حالين من تاء الضمير في وجهت; لأنه كان يلزم التأنيث. (٤) رواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، حديث ٧٧١.