للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الغسلات الثلاث كما قاله العز بن عبد السلام (١) عملا بالعادة من أن اليد تدخل في الإناء للاغتراف دون تطهيرها في نفسها، وهو الأوجه"من ماء قليل، ولم ينو الاغتراف صار مستعملا" بخلاف ما إذا نواه"فلو غسل بما في كفه" قبل انفصاله كما صرح به في شرح الإرشاد"باقي يده لا غيرها أجزأه" التصريح بهذا، وبقوله قليل من زيادته. وقول الجويني (٢) في تبصرته إذا نوى بعد غسل وجهه رفع الحدث، والماء بكفه ثم غسل به ساعده ارتفع حدث كفه دون حدث ساعده محمول على ما إذا انفصل الماء عنها، والأخذ بهذا التفصيل


(١) هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن الشيخ الإمام العلامة وحيد عصره سلطان العلماء عزالدين أبو محمد السلمي الدمشقي ثم المصري ولد سنة سبع أو ثمان وسبعين وخمسمائة وتفقه على الشيخ فخر الدين بن عساكر والقاضي جمال الدين بن الحرستاني وقرأ الأصول على الآمدي وبرع في المذهب وفاق فيه الأقران والأضراب وجمع بين فنون العلم من التفسير والحديث والفقه والأصول والعربية واختلاف أقوال الناس ومآخذهم حتى قيل إنه بلغ رتبة الاجتهاد ورحل إليه الطلبة من سائر البلاد وصنف التصانيف المفيدة وسمع الحديث من جماعة روى عنه الدمياطي وخرج له أربعين حديثا وابن دقيق العيد وهو الذي لقبه بسلطان العلماء وخلق رحل إلى بغداد سنة سبع وتسعين فأقام بها أشهرا وكان أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر وقد ولي الخطابة بدمشق فأزال كثيرا من بدع الخطباء ولم يلبس سوادا ولا سجع خطبته بل كان يقولها مسترسلا واجتنب الثناء على الملوك بل كان يدعو لهم، وترجمة الشيخ طويلة وحكاياته في قيامه على الظلمة وردعهم كثيرة مشهورة وله مكاشفات وكرامات توفي بمصر في جمادى الأولى سنة ستين وستمائة وحضر جنازته الخاص والعام السلطان فمن دونه. طبقات ابن قاضي شهبة ٢/ ١٠٩ ـ ١١١.
(٢) هو الشيخ أبو محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله الجويني تفقه على أبي يعقوب الأبيوردي ثم رحل إلى نيسابور فلازم أبا الطيب الصعلوكي ثم رحل إلى مرو لقصد القفال فلازمه حتى صار بارعا في جميع العلوم ثم عاد إلى نيسابور وجلس للتدريس والفتوى وكان إماما في التفسير والحديث والأدب وكان الأئمة يعظمونه ونقل البغوي عن الشيخ أبي سعيد عبد الواحد القشيري صاحب الرسالة أن المحققين من أصحابنا يعتقدون في الشيخ أبي محمد من الكمال أنه لو جاز أن يبعث الله نبيا لما كان إلا هو. توفي رحمه الله تعالى بنيسابور في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة. وجوين: ناحية كبيرة من نواحي نيسابور مشتملة على قرى كثيرة. طبقات الشيرازي ٢/ ٢٢٨.