للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أوجه من الأخذ بإطلاق التبصرة، وإن جرى عليه الإسنوي (١) حيث قال بعد نقله كلامها، وقد استفدنا منه أن انفصال العضو مع الماء يقتضي الحكم على الماء بالاستعمال، وإن كان الماء متصلا بالعضو فتفطن لهذه الصورة فإنها مقيدة لإطلاقهم انتهى.

وقد يؤيد التفصيل قول المجموع فيما لو نزل الجنب في الماء، ونوى رفع الجنابة قبل تمام الانغماس أما لو اغترف الماء بإناء أو يده، وصبه على رأسه أو غيره فلا ترتفع جنابة ذلك القدر الذي اغترف له بلا خلاف صرح به المتولي (٢) والروياني، وغيرهما، وهو أوضح لأنه انفصل. انتهى.

"فصل" الماء"المتغير طعما أو لونا أو ريحا بمخالطة طاهر يستغنى" (٣) الماء"عنه كالمني"، والزعفران"تغيرا يمنعه الإطلاق" أي إطلاق اسم الماء عليه


(١) الإسنوي: هو جمال الدين أبو محمد عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي، الإمام العلامة، منقح الألفاظ، محقق المعاني، ذو التصانيف المشهورة المفيدة، ولد بإسنا سنة ٧٠٤ هـ وفد القاهرة ٧٢١ هـ فانتهت إليه رياسة الشافعية وولي الحسبة ووكالة بيت المال ثم اعتزل الحسبة. قال عنه الحافظ ولي الدين أبو زرعة: اشتغل بالعلوم حتى صار أوحد زمانه وشيخ الشافعية في أوانه، وصنف التصانيف النافعة السائرة كالمهمات وتخرج به خلق كثير وأكثر علماء الديار المصرية طلبته. توفي سنة ٧٧٢ هـ من تصانيفه: المهمات على الروضة، والهداية في أوهام الكفاية، ونهاية السول شرح منهاج الوصول، وطبقات الشافعية. انظر ترجمته في: وطبقات ابن هداية الله ص ٢٣٦ والأعلام ٣/ ٣٤٤.
(٢) المتولي: هو أبو سعد عبد الرحمن بن مأمون بن علي النيسابوري، المعروف بالمتولي ولد سنة ٤٢٦ هـ تفقه بـ مرو على الفوراني، وبـ مرو الروذ على القاضي الحسين، وبـ بخارى على أبي سهل الأبيوري، وبرع في الفقه والأصول والخلاف. قال الذهبي: كان فقيها محققا وجدا مدققا توفي بـ بغداد سنة ٤٧٨ هـ. من تصانيفه: تتمة الإبانة و مختصر في الفرائض و كتاب في أصول الدين. انظر ترجمته في: البداية والنهاية لابن كثير ٦/ ٦١٤ وطبقات ابن قاضي شهبة ١/ ١/٢٤٧ وطبقات ابن هداية الله ص ١٧٦ والأعلام ٣/ ٣٢٣.
(٣) "قوله: فصل الماء المتغير طعما أو لونا أو ريحا إلخ" سواء القليل والكثير.