للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تنقطع مع الطول بخلاف التكبير فيهما قال في المهمات وإن ابتدأ مع ابتدائه أو بعده (١) لكن فرغ من الكلمة قبل فراغ المؤذن فالمتجه الاعتداد به وإن قارنه في اللفظ بكماله اعتد به.

"ولا تشرع" الإجابة "للأصم" (٢) ونحوه ممن لا يسمع الأذان "وإن علم" به لأنها معلقة بالسماع في خبر "إذا سمعتم المؤذن" وكما في تشميت العاطس "و" يقول "غير المؤذن في الترجيع مثله" وإن لم يسمعه لقوله في الخبر "مثل ما يقول" ولم يقل مثل ما تسمعون وأفتى البارزي بأنه لا يسن ونقله عنه صاحب التوشيح ويؤخذ من كلام المجموع أنه لو سمع بعض الأذان فقط سن له أن يجيب في الجميع وبه صرح الزركشي وغيره (٣) "وإن تعددوا" أي المؤذنون "وترتبوا" في أذانهم "أجاب" السامع "لكل والأول أولى" بالإجابة لتأكده لأنه يكره تركه "إلا في أذاني الصبح والجمعة فهما سواء" لتقدم الأول في الصورتين ووقوع الثاني في الوقت في الأولى ومشروعيته في زمنه في الثانية وقوله فإن ترك المتابعة إلى


(١) "قوله: قال في المهمات وإن ابتدأ مع ابتدائه أو بعده إلخ" قال ابن العماد الموافق للمنقول ونص الخبر أنه متى تقدم عليه أو قارنه لم تحصل سنة الإجابة لقوله "إذا قال المؤذن الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله" وكذلك حديث إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول والترتيب بالفاء يدل على تأخر الجواب وهذا نظير قوله في الإمام: "فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا" وقد جزم الرافعي وغيره بأن المأمور لو قارن الإمام لم تحصل له فضيلة الجماعة وهذا نظيره بل أولى لأنه جواب والجواب إنما يكون بعد تمام الكلام فالمقارن لا يعد كلامه جوابا وهذا هو الذي لا يتجه غيره ومن المسائل التي عمت بها البلوى وهي ما إذا أذن المؤذنون واختلطت أصواتهم على السامع وصار بعضهم يسبق بعضا فقال بعضهم لا تستحب إجابة هؤلاء والذي أفتى به الشيخ عز الدين بن عبد السلام وذكره في قواعده أنه تستحب إجابتهم وقوله لم تحصل له سنة الإجابة قال شيخنا يحمل في مسألة المقارنة على الفضيلة الكاملة.
(٢) "قوله: ولا تشرع الإجابة للأصم" ومما يظهر استثناؤه ولم أره منقولا ما إذا شرع خطيب الجمعة عقب الأذان في الخطبة قبل إجابة الحاضرين المؤذن فإن الإنصات آكد وكذا أقول يدع قوله اللهم رب هذه الدعوة التامة بلسانه ويقبل على الاستماع وينصت ويحتمل أن يقول ويجيب بقلبه ويحتمل أن يقول سرا وأن يفرق بين السامع للخطبة والبعيد والأصم ت.
(٣) "قوله: وبه صرح الزركشي وغيره" أشار إلى تصحيحه.