للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه قال ابن الرفعة أي صرت ذا بر أي خير كثير.

"ويصلي" ويسلم "كل من المؤذن والسامع على النبي بعده" أي الأذان "فيقول" أي ثم يقول عقب ذلك "اللهم رب هذه الدعوة التامة (١) إلى آخره" وهو كما في الأصل "والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة (٢) وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته" (٣) لخبر مسلم "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله تعالى وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة" (٤) "ويقول في كلمتي الإقامة أقامها الله وأدامها وجعلني من صالحي أهلها" لما فيه من المناسبة وذكره في النهاية بلفظ اللهم أقمها بالأمر إلى آخره (٥) والقياس أن يقول في ألا صلوا في رحالكم (٦) الآتي ذكره ما يقوله في الحيعلتين ذكره في المهمات.

"فإن ترك المتابعة" في أذان المؤذن حتى فرغ "تدارك إن قرب" الفصل وفارق هذا تكبير العيد المشروع عقب الصلاة حيث يتداركه الناس وإن طال الفصل بوجود ما دل على التعقيب وهو الفاء في خبر مسلم السابق وبأن الإجابة


(١) "قوله: اللهم رب هذه الدعوة التامة إلخ" الدعوة بفتح الدال هي دعوة الأذان سميت تامة لكمالها وسلامتها من نقص يتطرق إليها والصلاة القائمة أي التي ستقوم وقوله مقاما محمودا هو المقام الذي يحمده فيه الأولون والآخرون وهو مقام الشفاعة في فصل القضاء يوم القيامة وهي الشفاعة المختصة به والحكمة في سؤال ذلك له مع كونه واجب الوقوع بوعد الله تعالى إظهار شرفه وعظم منزلته ح.
(٢) "قوله: والدرجة الرفيعة" أنكر في الإقليد زيادة الدرجة لعدم ورودها في الحديث ولذلك أسقطها المنهاج والله أعلم.
(٣) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب الدعاء عند النداء حديث ٦١٤.
(٤) رواه مسلم، كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، حديث ٢٣٨٤.
(٥) يعني: اللهم أقمها وأدمها واجعلني من صالحي أهلها.
(٦) "قوله: والقياس أن يقول في ألا صلوا في رحالكم" أشار إلى تصحيحه.