"فرع قوله زنأت في الجبل" بالهمز "كناية" وإن لم يعرف اللغة؛ لأن الزنا في الجبل هو الصعود فيه "وكذا لو اقتصر على زنأت" أو قال يا زانئ "مهموزا" لأن ظاهره يقتضي الصعود "فلو قال" زنأت "في البيت" بالهمز "فصريح"؛ لأنه يستعمل بمعنى الصعود في البيت ونحوه "فإن كان فيه درج" يصعد إليه فيها "فوجهان" أوجههما أنه كناية (١)"و" قوله "زنيت في الجبل" بالياء "صريح" كما لو قال في البيت فلو قال أردت الصعود صدق بيمينه لاحتمال إرادته "و" قوله "يا زانية في الجبل" بالياء "كناية"(٢).
"فصل القذف بإضافة الزنا إلى القبل أو للدبر أو" إلى "فرجي الخنثى" المشكل "صريح" لإضافة الفعل إلى محله وآلته "وكذا بإضافته إلى البدن" كزنا بدنك؛ لأنه إضافة إلى جملته فكان كقوله زنيت "وهو" أي القذف بإضافة الزنا "إلى اليد والرجل وأحد فرجي الخنثى ونحو ذلك" كالعين والجزء المشاع كالنصف والثلث "كناية" لأن المفهوم من إضافة الزنا إلى اليد اللمس وإلى الرجل المشي وإلى العين النظر وقس عليها البقية وأحد فرجي الخنثى يحتمل أن يكون زائدا فلا ينصرف شيء من ذلك إلى الزنا الحقيقي إلا بالنية.
"و" قوله "زنيت في قبلك صريح في المرأة" دون الرجل كما مر أوائل الباب أيضا "لا" قوله "وطئك فيه رجلان معا" فليس بقذف "لاستحالته" فهو كذب صريح "فيعزر" للإيذاء ولا يحد والتصريح بقوله فيه من زيادته ولو قال فيه أو في الدبر كان أولى، وخرج بذلك ما لو أطلق فيحد (٣) لإمكان ذلك بوطء واحد في القبل والآخر في الدبر نبه عليه الإسنوي (٤).
"فصل قوله لست ابن زيد" أو لست منه "صريح من الأجنبي" في
(١) "قوله أوجههما أنه كناية" الأصح أنه صريح وعبارة الأصفوني أو زنأت في البيت أو زنيت في الجبل فقذف في الأصح وعبارة الحجازي ولو قال زنأت في البيت أو زنيت في الجبل فقذف. (٢) "قوله ويا زانية في الجبل كناية" قد يوجه بأنه لما قرن قوله في الجبل الذي هو محل الصعود بالاسم المنادى الذي لم يوضع لإنشاء العقود خرج عن الصراحة بخلاف الفعل س. (٣) "قوله: وخرج بذلك ما لو أطلق فيحد إلخ" أشار إلى تصحيحه. (٤) "قوله نبه عليه الإسنوي" قال ابن العماد هذا إن نواه القاذف فصحيح وإلا فعند الإطلاق لا ينصرف اللفظ إليه؛ لأنه نادر لا يمكن استحضاره غالبا فلا يحد به.