"وإن قال إن لم أطلقك اليوم فأنت طالق (١) " فمضى اليوم ولم يطلقها "طلقت قبيل الغروب" لحصول اليأس حينئذ وهذا علم مما مر آخر فصل قال أنت طالق غد أمس "وقوله إن تركت طلاقك أو" إن "سكت عنه" فأنت طالق "يقتضي الفور" فإذا لم يطلقها في الحال طلقت لوجود الصفة "بخلاف ما إذا نفاهما" فقال إن لم أترك طلاقك أو إن لم أسكت عنه فأنت طالق فلا يقتضي الفور كما علم مما مر والتصريح بذكر الثانية من زيادته "فإن طلق فورا" واحدة ثم سكت "انحل يمين الترك" فلا تقع أخرى لأنه لم يترك طلاقها "لا" يمين "السكوت" فتقع أخرى لسكوته (٢) وانحلت يمينه والفرق كما قال ابن العماد (٣) أخذا من كلام. الماوردي إنه في الأولى علق على الترك ولم يوجد وفي الثانية على السكوت وقد وجد لأنه يصدق عليه أن يقال سكت عن طلاقها وإن لم يسكت أولا ولا يصح أن يقال ترك طلاقها إذا لم يتركه أولا "فإن كان" التعليق المذكور
(١) "قوله وإن قال إن لم أطلقك اليوم فأنت طالق إلخ" لو قال إن لم تكوني الليلة في داري فأنت طالق ولا دار له فهل تطلق وجهان أصحهما أنها تطلق عند اليأس من حصولها في داره في تلك الليلة ولو قال إن لم أبع هذا العبد اليوم فأنت طالق فأعتقه أو جن السيد طلقت لكن حالا أو بالغروب وجهان أصحهما ثانيهما. (٢) "قوله فيقع أخرى لسكوته" قال البلقيني الصواب لا تطلق؛ لأنه لما طلقها في الحال لم يسكت عن طلاقها فصار كما لو قال إن خرجت بغير إذني فأنت طالق فأذن لها فخرجت ثم خرجت ثانيا بغير إذن فإنها لا تطلق لانحلال اليمين بالخروج الأول كذلك هنا انحلت اليمين بالطلاق فليتنبه لذلك. (٣) "قوله والفرق كما قال ابن العماد إلخ" يمكن أن يقال السكوت فعل فإذا طلق ثم سكت فكأنه أنشأ سكوتا بخلاف الترك فإنه عدم وكتب أيضا قال في الخادم فرق الماوردي بينهما بأن قوله إن تركت طلاقك فأنت طالق بمنزله إن لم أطلقك فأنت طالق فإذا طلقها وقع المنجز دون المعلق وارتفع حكم التعليق؛ لأنه مشروط بعدم التعليق وقد زال الشرط بوقوع المنجز فلم يبق للتعليق حكم كما لو قال أنت طالق إلا أن أدخل ثم دخل فإنه لا يقع الطلاق المعلق على عدم الدخول؛ لأنه رفع حكم الطلاق المعلق بالدخول وأما قوله إن سكت عن طلاقك فأنت طالق ثم طلقها عقب ذلك يقع المنجز ولا يبطل حكم التعليق لبقاء شرطه وهو التعليق على السكوت والمتلفظ بالطلاق وغيره لا يسمى ساكتا حال تلفظه وإذا لم يوجد سكوت عن الطلاق فيبقى التعليق على حاله وإن سكت عقب المنجز لحظة وقع المعلق والمعلق بالسكوت ولا يسمى ساكتا حال تلفظه بالطلاق المنجز.