وضعت له مشروط بذكر مدخولها مع أنه يحتمل أن يجامع الطلاق نحو إن كنت زوجتي.
"الطرف الثاني في التكرار (١) فإن قال لمدخول بها أنت طالق أنت طالق أنت طالق أو قال لها أنت مطلقة أنت مسرحة أنت مفارقة متواليا" فيهما "وكذا لو لم يكرر أنت" بأن قال أنت طالق طالق طالق أو أنت مطلقة مسرحة مفارقة "وقع الثلاث إن قصد الاستئناف وكذا إن أطلق (٢) " عملا بظاهر اللفظ (٣)"لا إن قصد التأكيد" فلا يقع الثلاث مطلقا بل فيه تفصيل ذكره بقوله "فإن أكد الأولى بالأخريين فواحدة" فقط تقع لأن التأكيد في الكلام معهود في جميع اللغات "أو" أكدها "بالثانية أو" أكد "الثانية بالثالثة" فطلقتان يقعان عملا بقصده "فلو أكد الأولى بالثانية فثلاث" لتخلل الفاصل بين المؤكد والمؤكد واحترز بقوله أولا متواليا عما لو فرق فلا يقبل منه تأكيد للفصل (٤)، نعم يدين كما صرح به الأصل "ولو قال: أنت طالق وطالق وطالق وقال:
(١) "قوله الطرف الثاني في التكرار إلخ" قال البلقيني لو كرر اللفظ أربعا فالحكم عندي في ذلك كالحكم في صورة تكريره ثلاثا ولا ينبغي أن يتخيل أن الرابعة يقع بها طلقة لفراغ العدد لأنه إذا صح التأكيد بما يقع لولا قصد التأكيد فلإن يؤكد بما لا يقع عند عدم قصد التأكيد أولى. وقال الإسنوي في التمهيد المتجه أنه يقبل التأكيد مطلقا كما أطلقه الأصحاب وكلام ابن عبد السلام ليس صريحا في امتناعه وبتقديره فالخروج عن المهيع النحوي لا أثر له كما أوضحه الأصحاب في الإقرار وغيره وقد أجاب الغزالي في فتاويه بحاصل ما ذكرته ا هـ لأن التأكيد لفظي كالاستثناء وهو يجري في الزوائد على ثلاثة وقد يؤخذ من قول أبي بكرة لما "عد النبي ﷺ شهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت أنه نطق بذلك أكثر من ثلاث مرات" إذ يبعد حمله على الثلاث فإن من المعلوم أنه كان إذا تكلم تكلم ثلاثا في الغالب وقوله فالحكم عندي إلخ أشار إلى تصحيحه. (٢) "قوله وكذا إن أطلق أو تعذرت مراجعته بموت أو جنون أو نحوه" وهذا التفصيل يأتي في تكرير الكنايات كقوله اعتدي اعتدي اعتدي. (٣) "قوله عملا بظاهر اللفظ" لأنه موضوع للإيقاع كاللفظ الأول ولهذا يقال إذا دار الأمر بين التأسيس والتأكيد فالتأسيس أولى. (٤) "قوله فلا يقبل منه تأكيد للفصل" نعم إذا كان فصله لعذر كأن كان به عي أو منعه سعال طويل متواصل قبل قوله إنه أراد التأكيد للقرينة الدالة على منعه من اتصال الكلام وكذا لو قال أنت طالق فوضع إنسان يده على فيه مع تمام قاف طالق ثم أرسله بعد ساعة فقال أنت طالق وقال أردت به تأكيد ما تقدم وكنت عازما عليه فمنعني وضع اليد على في منه.