للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أو تستحب "بشروط" منها "أن يكون الداعي مسلما" (١) فلو كان كافرا لم تجب إجابته لانتفاء طلب المودة معه ولأنه يستقذر طعامه لاحتمال نجاسته وفساد تصرفه "و" لهذا "لا تستحب إجابة الذمي (٢) كاستحباب إجابة المسلم" فيما يستحب فيه إجابته ويؤخذ منه أنه يستحب إجابة الذمي "وإن كرهت مخالطته" ويعتبر في الوجوب كون المدعو مسلما (٣) أيضا فلو دعا مسلم كافرا لم تلزمه الإجابة. ذكره الماوردي (٤) والروياني "وأن لا يخص" بالدعوة "الأغنياء" ولا غيرهم بل يعم عشيرته أو جيرانه أو أهل حرفته وإن كانوا كلهم أغنياء لخبر "شر الطعام" (٥) وليس المراد أن يعم جميع الناس لتعذره بل لو كثرت عشيرته أو نحوها وخرجت عن الضبط أو كان فقيرا لا يمكنه استيعابها فالوجه كما قال الأذرعي (٦) عدم اشتراط عموم الدعوى بل الشرط أن لا يظهر منه قصد التخصيص "و" أن "لا يطلبه طمعا" في جاهه أو لإعانته على باطل "أو خوفا منه" لو لم يحضره بل للتودد والتقرب وكذا لا بقصد شيء كما اقتضاه كلامه "وأن يعين المدعو" بنفسه أو نائبه "لا إن نادى في الناس" كأن فتح الباب وقال ليحضر من أراد أو قال


(١) "قوله بشرط أن يكون الداعي مسلما" أي مكلفا حرا رشيدا وطعامه مباحا قال في الإحياء وأن لا يكون ظالما أو فاسقا أو شريرا أو متكلفا طالبا للمباهاة والفخر قال الأذرعي ولينظر فيما إذا كان الداعي حرا رشيدا ولكن عليه دين لا يرجو له وفاء من وجه آخر وكان يتعين عليه صرف ذلك في دينه أو نفقة من تلزمه نفقته. فالظاهر أنه لا تجب إجابته وقد سبق أن الأصح تحريم صدقته بذلك وما نحن فيه أولى بالتحريم وقوله قال في الإحياء إلخ أشار إلى تصحيحه وكذا قوله قال الأذرعي إلخ وقال شيخنا بعد قول الأذرعي فالظاهر أنه لا تجب إجابته هو كما قال.
(٢) "قوله ولا تستحب إجابة الذمي" الإضافة فيه إضافة إلى المفعول.
(٣) "قوله كون المدعو مسلما أيضا" أي وكونه حرا ففي العبد يعتبر إذن سيده قال في التوشيح وينبغي اشتراط كون الدعوة وقت استحباب الوليمة ولم نر للأصحاب تصريحا بوقتها ثم نقل استنباط والده من كلام البغوي اتساعه من العقد وأن المنقول عنه بعد الدخول وغير معذور بمرخص في ترك الجماعة وأن يكون المدعو مكلفا رشيدا قال الأذرعي وأن لا يكون أمرد يخاف ريبة أو تهمة وقاله وأن لا يكون أجيرا إجارة عين على عمل شرع فيه إلا أن يأذن له المستأجر.
(٤) "وقوله قال الأذرعي وأن لا يكون إلخ" أشار إلى تصحيحه.
(٥) "قوله ذكره الماوردي إلخ" أشار إلى تصحيحه.
(٦) "قوله فالوجه كما قال الأذرعي إلخ" أشار إلى تصحيحه.