للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشرف النسب من ثلاث جهات جهة النبوة وجهة العلم وجهة الصلاح المشهور قالا "ولا عبرة بالانتساب إلى عظماء الدنيا والظلمة" المستولين على الرقاب وإن تفاخر الناس بهم "قال في الأصل وكلام النقلة لا يساعدهما" عليه في عظماء الدنيا كما صرح به الرافعي (١)، قال في المهمات وكيف لا يعتبر الانتساب إليهم وأقل مراتب الإمرة أي ونحوها أن تكون كالحرفة وذو الحرفة الدنيئة لا يكافئ النفيسة.

"فرع" المحجور عليه بسفه هل هو كفؤ للرشيدة أم لا; لأنها تتعير غالبا بالحجر على الزوج فيه نظر قاله الزركشي والأوجه الثاني (٢).

"فرع الحرف الدنيئة والفسق في الآباء قال الرافعي من بحثه" (٣) وتبعه في الروضة "أن المعرق فيهما لا يكافئ غير المعرق كما في الإسلام"; لأن ذلك مما يعير به الولد وعبارتهما فيشبه أن يكون حال من كان أبوه صاحب حرفة دنيئة أو مشهورا بالفسق مع من أبوها عدل كما ذكرناه فيمن أسلم بنفسه مع من أبوها مسلم قالا والحق أن يجعل النظر في حق الآباء دينا وسيرة وحرفة من حيز النسب فإن مفاخر الآباء (٤) ومثالهم هي التي يدور عليها أمر النسب "ونقل الإسنوي عن الهروي" في إشرافه "أنه لا أثر له" أي لما ذكر "كولد الأبرص" (٥) وبه صرح


(١) "قوله أي في عظماء الدنيا كما صرح به الرافعي" أشار إلى تصحيحه.
(٢) "قوله والأوجه الثاني" أشار إلى تصحيحه.
(٣) "قوله قال الرافعي من بحثه إلخ" ما قاله الرافعي ليس ببحث بل منقول في المذهب قال القاضي شريح الروياني حكى جدي أن ابن أبي هريرة قال تعتبر الكفاءة في الدين والنسب والحرية والصنعة والمال وإن كان أبوها بزارا أو عطارا فلا يكون الذي أبوه حجام أو بيطار أو دباغ كفؤا لها فرجع ذلك إلى العرف فيما بينهم وظاهر نص الشافعي أن ولد المجزوم لا يكون كفؤا لمن أبوها سليم فظهر أن المذهب ما قاله الرافعي ولهذا قال في الكفاية والحق أن يجعل النظر في حال الآباء دينا وسيرة وحرفة من حيز النسب; لأن مفاخر الآباء في حالهم هي التي يدور عليها أمر الكفاءة هذا هو المشهور ا هـ ت وقوله والحق أن يجعل النظر إلخ أشار إلى تصحيحه.
(٤) "قوله فإن مفاخر الآباء إلخ" قال الأذرعي قياسه النظر إلى حرفة الأم أيضا فإن ابن المغنية والزامرة والماشطة والحمامية ونحوهن ينبغي أن لا يكون كفؤا لمن أمها ليست كذلك; لأنه نقص في العرف وعار ومأخذ هذه الخصلة العرف والعادة.
(٥) "قوله أنه لا أثر له كولد الأبرص" قال شيخنا ظاهر هذه العبارة يقتضي أن سلامة الآباء من العيوب ليس بشرط وأنه متفق عليه; لأنه جعله مشبها به وليس كذلك وعبارة الأنوار وإذا كان العفاف والحرفة وغيرهما من الخصال ترعى في الآباء فالسلامة من العيوب أولى أن ترعى فإن البرص والجذام والجنون أشنع وأبلغ شيء يعير به الولد.