للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ينتقض وضوءه"ولو" مستندا إلى ما لو زال لسقط، أو"محتبيا" بأن يجلس على ألييه رافعا ركبتيه محتويا عليهما بيديه أو غيرهما لخبر مسلم عن أنس كان أصحاب رسول الله ينامون ثم يصلون ولا يتوضؤن (١) وحمل على نوم الممكن مقعده جمعا بين الأخبار ولا منه حينئذ خروج الخارج.

ولا عبرة باحتمال خروج ريح من القبل لندرته وقضية قوله ولو محتبيا أنه لا فرق بين النحيف (٢) وغيره وهو ما صرح به في الروضة وغيرها، وقال ابن الرفعة إنه المذهب لكن نقل في الشرح الصغير عن الروياني أن النحيف ينتقض وضوءه (٣)، وقال الأذرعي: إنه الحق وخرج بزوال العقل النعاس وحديث النفس، وأوائل نشوة الشكر فلا نقض بها ويقال للنعاس سنة، والفرق بينه وبين النوم أن النوم فيه غلبة على العقل وسقوط الحواس والنعاس ليس فيه ذلك وإنما فيه فتور الحواس (٤) لأنه ريح لطيف يأتي من قبل الدماغ يغطي العين ولا يصل إلى القلب فإن وصل إليه كان نوما ومن علامته سماع كلام الحاضرين وإن لم يفهمه ومن علامة النوم الرؤيا ولا تمكين لمن نام على قفاه ملصقا لمقعده بمقره ولو مستثفرا.

"ولو زالت إحدى أليتيه" أي النائم الممكن"قبل انتباهه ولو كان مستثفرا نقض" وضوءه وإن لم تقع يده على الأرض لمضي لحظة وهو نائم غير ممكن"أو" زالت"مع انتباهه" أو بعده المفهوم بالأولى وفي نسخة بدل مع انتباهه معه"أو شك فيه" أي في أن زوالها قبل انتباهه أو لا"أو في أنه ممكن" مقعده أو لا"أو" في أنه"نام أو نعس" بفتح العين فلا نقض لأن


(١) رواه مسلم، كتاب الحيض، باب الدليل على أن نوم الجالس لا ينقض الوضوء، حديث ٣٧٦.
(٢) "قوله: أنه لا فرق بين النحيف" أي الذي ليس بين مقعده ومقره نحاف.
(٣) "قوله: إن النحيف ينتقض وضوءه" أي الذي بين مقعده ومقره نحاف وقد علم أن كلام الروضة وغيرها في غير مسألة الشرح الصغير.
(٤) "قوله: وإنما فيه فتور الحواس" لأنه ريح لطيفة تأتي من قبل الدماغ تغطي العين ولا تصل إلى القلب فإن وصلت إليه كان نوما.