للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في أذن الحسين حين ولدته فاطمة رواه الترمذي وقال حسن صحيح (١) ولخبر ابن السني "من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان" (٢) أي التابعة من الجن وليكون إعلامه بالتوحيد أول ما يقرع سمعه عند قدومه إلى الدنيا كما يلقن عند خروجه منها، ولما فيه من طرد الشيطان عنه فإنه يدبر عند سماع الأذان كما ورد في الخبر وفي مسند أبي رزين أنه قرأ في أذن مولود سورة الإخلاص والمراد أذنه اليمنى "و" أن "يقول" في أذنه " ﴿إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم﴾ " [آل عمران: ٣٦] وظاهر كلامهم أنه يقول أعيذها بك وذريتها، وإن كان الولد ذكرا على سبيل التلاوة أو التبرك بلفظ الآية بتأويل إرادة التسمية "وأن يحنك" الولد "بتمر يمضغ" ويدلك به حنكه ويفتح فمه حتى يدخل إلى جوفه منه شيء "وإلا" أي، وإن لم يكن تمر "فبحلو" يحنكه; لأنه أتى بابن أبي طلحة حين ولد وتمرات فلاكهن، ثم فغر فاه، ثم مجه فيه فجعل يتلمظ فقال حب الأنصار التمر وسماه عبد الله رواه مسلم (٣) وفي معنى التمر الرطب قال في المجموع وينبغي أن يكون المحنك له من أهل الخير فإن لم يكن رجل فامرأة صالحة "و" أن "يهنأ به الوالد" بأن يقال له: بارك الله لك في الموهوب لك وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت بره وأن يرد هو على المهنئ فيقول: بارك الله لك وبارك عليك أو جزاك الله خيرا أو رزقك الله مثله أو أجزل الله ثوابك ونحو ذلك "و" أن "تعطى القابلة رجل العقيقة" لخبر الحاكم السابق قال الزركشي (٤) والظاهر أنها تعطاه نيئا.

"ولا يكره الفرع" بفتح الفاء والراء وبالعين المهملة "وهو ذبح أول ولد للبهيمة، ولا العتيرة" بفتح العين المهملة "وهي تخصيص أول عشر من رجب بالذبح" لخبر البخاري "لا فرع، ولا عتيرة" (٥) وتفسير المصنف لهما بما قاله


(١) رواه ابو داود "٤/ ٣٢٨" كتاب الأدب باب في الصبي يولد فيؤذن في أذنه حديث "٥١٠٥" ورواه الترمذي "٤/ ٩٧" حديث "١٥١٤".
(٢) رواه أبو يعلى في مسنده "١٢/ ١٥٠" حديث "٦٧٨٠".
(٣) رواه مسلم كتاب الآداب باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله إلى صالح يحنكه حديث "٢١٤٤".
(٤) "قوله قال الزركشي" أي كالأذرعي وقوله والظاهر إلخ أشار إلى تصحيحه.
(٥) رواه البخاري كتاب العقيقة باب الفرع حديث "٥٤٧٣" ورواه مسلم ==